جميلة.م
أكد الدكتور “محمد شعلال” مدير جامعة وهران 2، “محمد بن أحمد”، في الكلمة التي ألقاها في الملتقى الدولي الموسوم تحت عنوان “الفضاء الاورو متوسطي أمام تحدي الهجرة :الحوكمة ،التحديات و الأفاق”، أن الجزائر اتخذت عدة تدابير للحد من الهجرة وتنظيم هذه الظاهرة وفقاً لبعض القوانين.
وأشار خلال الملتقى الذي نظمه مخبر استراتيجيات السكان و التنمية المستدامة بالتنسيق مع وحدة البحث ” علوم الانسان للدراسات الفلسفية و الاجتماعية و الانسانية ” ومخبر البحث “، التابعين لكلية العلوم الاجتماعية، أن الجزائر قد اتخذت عدة تدابير للحد من الهجرة وتنظيم هذا الظاهرة وفقاً لبعض القوانين، أن السلطات افي الجزائر بحاجة إلى دراسات وأبحاث في عقد هذه اللقاءات والملتقيات التي تساعد على إعادة تقييم الأوضاع واتخاذ قرارات مدروسة، و قال الدكتور “شعلال” : ” أؤمن بأن أفضل الأفكار تأتي من الجامعات ومن هذا النوع من النقاشات “.
و أضاف أن موقع الجزائر الجغرافي في قلب المغرب العربي يجعل منه ممراً للهجرة سواء بشكل قانوني أو غير قانوني. وهو ما يحتم على الباحثين في جامعات الجزائر وخارجها إلى الاستمرار في التفكير والبحث حول هذا الموضوع الهام، من أجل تقديم رؤى جديدة ومهمة من خلال تبادل الخبرات بين الجامعات الجزائرية ونظرائهم من أوروبا والشرق الأوسط .
و رأى مدير جامعة وهران 2، أن موضوع الهجرة أصبح يُستخدم من قبل أطراف مختلفة، وخاصة من قبل بعض الأحزاب السياسية التي جعلت منه أداة تجارية في عدة دول، بما في ذلك بعض دول المغرب العربي.
و ناقشت جامعة وهران 2 صباح اليوم موضوع الهجرة في الفضاء الأورو المتوسطي، أين أجمع المشاركون أن موضوع الهجرة موضوع بالغ الأهمية يستدعي المعالجة و الدراسة و ايجاد حلول جدرية.
و أكدت في هذا الصدد، الأستاذة “أمال هاشم” المنسقة العلمية للملتقى في الكلمة الإفتتاحية أن الملتقى لا يهدف فقط لمناقشة مجموعة من التساؤلات حول هذا الموضوع، ولكن أيضا لتبادل الأفكار، واستعراض التجارب، و العمل على استشراف حلول مبتكرة ومستدامة
و أشارت الى أن الهجرة، أصبحت اليوم ظاهرة عالمية تمس جميع الدول والمجتمعات، فهي ليست مجرد حركة للأفراد من مكان إلى آخر، بل هي قضية متعددة الأبعاد تؤثر على التنمية الإقتصادية، البنية الاجتماعية، والهوية الثقافية منوهة أن الهجرة، عبر التاريخ، كانت دائمًا ظاهرة إنسانية تربط الشعوب والثقافات.
و من جهتها رئيسة الملتقى ” بختاوي اسيا “، ذكرت أن الهجرة في الفضاء الاورو متوسطي، باتت تشكل واحدة من أبرز التحديات الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في وقتنا الحالي، رغم أن السياسات الأوربية وضعت سلسلة من التدابير الحازمة من أجل الحماية من تدفقات الهجرة ، الا انها لم تتمكن من تغيير اتجاه تدفق الاف المهاجرين الأفارقة القادمين من دول افريقيا جنوب الصحراء أو من دول الساحل الإفريقي إلى المغرب العربي على وجه الخصوص. وبهذا تحول المغرب العربي تدريجيا من منطقة تقليدية للهجرة الى منطقة عبور في اتجاه اوروبا كما تحول إلى منطقة لهجرة الاجانب القادمين من جنوب الصحراء الفارين من النزعات العرقية والحروب الأهلية وحتى الأزمات السياسية نتيجة لهذا أصبح المغرب العربي بطريقة ما موقع لإدارة الهجرة لأوروبا .
و لمواجهة الظاهرة و بناء رؤية متكاملة وشاملة تعزز التعاون بين دول المنطقة وتؤسس لشراكات استراتيجية قادرة على إدارة هذا التحدي بفعالية وإنسانية. فلا يمكن التعامل مع قضية الهجرة بمعزل عن احترام كرامة الإنسان، وضمان حقوقه الأساسية، اكدت رئيسة الملتقى على ضرورة تعزيز الحوار والتعاون الدولي من خلال تبني سياسات متوازنة تقوم على الإنصاف والمسؤولية و تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية و معالجة الجذور العميقة للهجرة غير النظامية، بما في ذلك الفقر والبطالة وعدم الاستقرار، الى جانب تعزيز نشوء شبكات علمية جديدة اورو متوسطية تؤدي فيما بعد الى تحقيق تعاون ثنائي و متعدد الاطراف .