Capdz بالعربي

الملتقى الأول لمعهد علم الإجرام لجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”: التأكيد على ضرورة نقل تجربة الجزائر الفريدة إلى الشعوب المستضعفة

جميلة.م
شدد دكاترة و مختصون من  للملتقى الوطني الذي نظمه معهد علم الإجرام بجامعة وهران 1 “احمد بن بلة”  بمناسبة الذكرى 11 ديسمبر،  و الذي يعتبر أول ملتقى للمعهد الحديث النشأة، على  ضرورة تعزيز الجهود لتوثيق تاريخ الجزائر ،  من خلال تعزيز التواصل بين الأجيال، وتوثيق الشهادات الحية، وتكثيف الملتقيات التي تهدف إلى نشر الثقافة الوطنية وتأكيد الأبعاد التاريخية الكبرى للثورة الجزائرية، و  أوصى المشاركون بضرورة تجريم الاستعمار وممارساته الوحشية في الجزائر، والتي كان لها تأثير كبير على البنية الاجتماعية والاقتصادية للبلاد.
بالإضافة إلى هذا، تم التأكيد على ضرورة نقل تجربة الجزائر الفريدة إلى الشعوب المستضعفة في مختلف أنحاء العالم. خاصة الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال والظلم،  تجربة الجزائر في الوحدة الوطنية والتلاحم الشعبي خلال الثورة التحريرية يجب أن تكون نموذجاً يُحتذى به من قبل الشعوب التي تكافح من أجل استقلالها. إن الشعوب المستضعفة يمكن أن تجد في التجربة الجزائرية درساً مهماً في النضال من أجل الحرية.
و ركز  المحاضرون  على أن الشهادات الحية لأفراد الأسرة الثورية الذين كانوا شاهدين على الأحداث التاريخية الكبرى التي شكلت هوية الجزائر الحديثة،  واعتبر الحضور المكثف للثوار والشهداء في هذا الملتقى مؤشراً على أهمية هذه الشهادات في الكتابة التاريخية. فلا يمكن للجزائر أن تكتب تاريخها بمصداقية إلا إذا كانت الأقلام الجزائرية هي التي توثق لهذه الحقبة، بعيدا عن التأثيرات الاستعمارية التي حاولت فرنسا فرضها على كتابات التاريخ.
و في هذا الصدد، أكد الأستاذ الدكتور “بن جبور محمد”، مدير مخبر البحث التاريخي لمصادر جامعة وهران 1 ، أن التاريخ الوطني الجزائري يحتاج إلى مزيد من الكتابات المعمقة من قبل مؤرخين جزائريين، و  أشار  أن كل ما كتبته الأقلام الاستعمارية كان محاولات لتشويه الحقائق والتقليل من قيمة الثورة الجزائرية، ولهذا كان لا بد من تكثيف الجهود لتوثيق هذا التاريخ كتابة وفيديو وصوت
و تم التأكيد على أهمية تكثيف الملتقيات الوطنية والدولية المخصصة لتاريخ الجزائر، والتي يمكن أن تساهم في نشر الوعي بين الأجيال الجديدة حول عظمة هذه التجربة التاريخية. ويأتي هذا في وقت تزداد فيه الحاجة لدى الشباب الجزائري لمعرفة تفاصيل تاريخه النضالي ضد الاستعمار. فالناشئة بحاجة إلى الاطلاع على أحداث الثورة التحريرية من مصادر موثوقة، كي لا يُترَك المجال للأنماط المزيفة التي قد تؤثر على فهمهم لهويتهم الوطنية.
وفي هذا السياق، تم التأكيد على ضرورة أن تكون هذه الملتقيات منصة لتبادل الأفكار والآراء بين الأساتذة والباحثين، وكذلك بين المجاهدين والشباب، بما يساهم في تعزيز الروابط الوطنية ويُحيي قيم التضحية والنضال التي جعلت الجزائر تتربع على عرش الأمم في القرن العشرين. كما تمت الإشارة إلى أن هذه الفعاليات يجب أن تركز على إبراز تضحيات الشهداء، التي تعد جوهرية في تكوين ذاكرة الأمة الجزائرية، وتستحق أن تُوثَّق بشكل كامل.