جميلة. م
شهد معهد التعليم المهني “بغدادي موسى” في أرزيو بولاية وهران إقبالاً كبيراً من الطلاب من مختلف أنحاء الجزائر، بفضل سياسة الترويج الفعّالة عبر وسائل الإعلام. حيث استطاع المعهد استقطاب طلاب من 25 ولاية، مما يعكس نجاحاً لافتاً في جذب الشباب نحو التكوين المهني.
وفي تصريح له، أفاد “ماموني محمد”، رئيس مصلحة دراسة التوجيه في المعهد، أن هذا الإنجاز يعد ثمرة سياسة الترويج الفعّالة التي اعتمدها المعهد عبر وسائل الإعلام، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأضاف أن التفاعل الكبير عبر هذه المنصات قد ساهم بشكل كبير في تحفيز الشباب من مختلف الولايات، بما في ذلك المناطق البعيدة مثل تبسة، عنابة، تيزي وزو، الجزائر العاصمة، النعامة، تلمسان وغرداية، على الانضمام إلى هذا التكوين.
أشار محدثنا أن المعهد يضم أكثر من 350 طالباً نصف الطلاب الذين تم تسجيلهم في مختلف التخصصات المهنية جاءوا من ولايات بعيدة، مما يبرز تأثير الإعلام الفعّال في تخطي الحواجز الجغرافية وفتح آفاق جديدة للشباب الجزائري. هذه النتائج تؤكد أن الإعلام يمكن أن يكون أداة قوية في نشر الوعي حول أهمية التعليم المهني وتحفيز الشباب على الانخراط في برامج تكوينية تواكب احتياجات سوق العمل.
و حسب نفس المصدر تتعدد التخصصات التي يوفرها معهد بغدادي موسى، إلا أن التخصصات الأكثر طلباً تركز على مجالات الصيانة الصناعية والكهرباء، التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل.
وتعمل إدارة المعهد على توفير تكوين متخصص وعالي الجودة في هذه المجالات، وهو ما يعزز من قدرة المعهد على تزويد الشباب بالمهارات اللازمة التي تمكنهم من الحصول على فرص عمل مستقرة.
اكثر من 30 اتفاقية شراكة تفتح آفاق التكوين المهني للطلاب عبر مختلف الولايات
تمكن معهد التعليم المهني بغدادي موسى من إبرام أكثر من 30 اتفاقية شراكة مع مؤسسات صناعية موزعة على عدة ولايات جزائرية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز فرص التكوين المهني للطلاب وتمكينهم من التربص في مواقع قريبة من مناطقهم، ما يسهم في تسهيل تكيفهم مع بيئة العمل الحقيقية.
حيث أكد “ماموني”، رئيس مصلحة دراسة التوجيه في المعهد، أن هذه الاتفاقيات تفتح أبواباً جديدة للطلاب، لاسيما لأولئك القادمين من ولايات بعيدة عن مركز المعهد. على سبيل المثال، تم التوصل إلى اتفاقية شراكة مع مصنع الحديد في ولاية عنابة، حيث سيتمكن الطلاب من التربص في المصنع، مما يعزز من تجربتهم العملية قبل الانخراط في سوق العمل.
و اضاف ماموني أن المعهد يولي أهمية كبيرة للتكوين الإقامي والحضوري، حيث يمكن للطلاب تلقي التدريب في مراكز قريبة من المناطق الصناعية في ولاياتهم، مما يسهل عليهم التكيف مع بيئة العمل بشكل أفضل.
ويعتمد المعهد بشكل كبير على التربصات المهنية التي تتم بالتعاون مع كل من القطاعين العام والخاص، حيث يوفر ذلك للطلاب فرصاً لتطبيق ما تعلموه في الدروس النظرية في بيئة العمل الحقيقية. وهذا التوجه يتماشى مع رؤية الحكومة الجزائرية الرامية إلى تطوير التكوين المهني وربطه بشكل أكبر بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل.