جميلة.م
أكد الإعلامي والأستاذ بجامعة وهران 1، عباسة جيلالي، خلال مداخلته في الملتقى السنوي الـ12 للتطوع “ددوش عبد الكريم”، الذي نظمته محافظة وهران للكشافة الإسلامية الجزائرية بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة، أن الجزائر تواجه حربًا إعلامية غير مسبوقة تهدف إلى تشويه صورتها وزعزعة استقرارها.
وأضاف الأستاذ عباسة أن جهات خارجية، وعلى رأسها فرنسا، تعمل على تشويه سمعة الجزائر وإثارة الانقسامات داخل المجتمع، خاصة في أوساط الجالية الجزائرية في الخارج.
وأوضح أن أطرافًا سياسية في فرنسا، خصوصًا اليمين المتطرف، تستغل هذه الحرب الإعلامية للضغط على الجزائر، عبر بثّ خطاب الكراهية والتأثير على مواقف الجالية الجزائرية في الخارج.
كما أشار إلى أن هذه الحرب الإعلامية تهدف إلى خلق بيئة من الكراهية والرفض، مما يسهل على القوى الغربية ممارسة ضغوط اقتصادية واجتماعية على الجزائر.
دور المجتمع المدني في مكافحة التضليل الإعلامي وتعزيز الوعي لحماية الوطن
دعا الأستاذ عباسة جيلالي، فعاليات المجتمع المدني إلى لعب دور محوري في مواجهة التضليل الإعلامي وتعزيز الوعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال مداخلته سلط الأستاذ عباسة الضوء على الدور الحيوي للمجتمع المدني في هذا السياق.
وجاءت فعاليات الملتقى تحت عنوان: “المجتمع المدني ودوره في حماية الوطن… مواجهة التحديات الخارجية من التوعية إلى العمل الميداني”، حيث أكد الأستاذ عباسة أن التضليل الإعلامي يعدّ من أكبر التحديات التي تواجه الجزائر حاليًا، لما له من انعكاسات خطيرة على السلم المجتمعي والأمن القومي.
وأشار إلى أن هذا النوع من التضليل يترك تأثيرًا سلبيًا على الوعي الجماعي، ويشوّه الأفكار، مما قد يهدد استقرار الدولة وأمنها الفكري والعقائدي.
وأضاف أن مواجهة التضليل الإعلامي ليست مسؤولية الجهات الحكومية ووسائل الإعلام فقط، بل تتطلب جهودًا متكاملة من المجتمع المدني. وأوضح أن نجاح هذه المهمة يستدعي امتلاك المجتمع المدني فهمًا عميقًا لأساليب وغايات التضليل الإعلامي، مع القدرة على التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة.
كما شدد الأستاذ عباسة على أن المجتمع المدني قادر على التصدي لهذه الظاهرة عبر نشر الوعي بين المواطنين، وتحفيزهم على التعامل النقدي مع المعلومات المتداولة. وأكد أن إنشاء محتوى توعوي هادف على منصات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يُعدّ من الوسائل الفعالة في هذا الإطار.
وفي ختام مداخلته، أشار إلى أهمية أن يكون الأفراد والجماعات داخل المجتمع المدني على دراية بكيفية التحقق من صحة الأخبار، مما يعزز قدرة المجتمع على مواجهة التضليل الإعلامي والتفاعل الإيجابي مع المستجدات الإعلامية.
كما شدد على ضرورة التصدي لحملات التضليل الإعلامي بكل الوسائل المتاحة، داعيًا إلى تكاتف جهود مختلف فئات المجتمع، وخاصة المجتمع المدني، لتعزيز الوعي وترسيخ التلاحم الوطني.