م.ج
شهدت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 1954 بوهران، انطلاق الأيام العلمية التكوينية الجهوية الأولى لجراحة التشنجات العصبية، المنظم من قبل قسم جراحة الأعصاب التابع للمؤسسة، تحت إشراف “البروفيسور قربوز رابح”، إجراء أولى العمليات الجراحية لفائدة مرضى تم تشخيصهم مسبقًا في اليوم الثاني من التكوين ، الأربعاء 23 أفريل، الذي سيُخصص لتطبيقات عملية وعمليات جراحية مبرمجة.
وفي تصريح له على هامش الفعالية، أوضح البروفيسور قربوز رابح، رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة، أن جراحة التشنجات العصبية، هي جراحة وظيفية دقيقة تُعنى بفئة واسعة من المرضى الذين يعانون من مضاعفات عصبية حادة. مضيفا “ارتأينا في المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر بوهران، إطلاق هذا النوع من الجراحة لأول مرة على المستوى الجهوي، بالنظر إلى حاجة المرضى الماسة له، فالتشنجات العصبية تمس حوالي 80% من المرضى الذين تعرضوا لصدمات على مستوى الرأس أو النخاع الشوكي، حيث تظهر عليهم مع مرور الوقت تشنجات عضلية شديدة تعيقهم عن أداء وظائفهم اليومية، كالجلوس، الأكل أو اللبس بمفردهم، مما يُدخلهم في عزلة اجتماعية ويجعلهم عبئًا على عائلاتهم، وهو ما ينعكس سلبًا على حالتهم النفسية.”
و اشار أن تنظيم هذه الأيام العلمية يأتي في إطار التكوين المستمر لفائدة جراحي الأعصاب من مختلف ولايات الغرب الجزائري، وأكد أن التدخل الجراحي لا يكون الخيار الأول، بل يأتي بعد المرور بمرحلة العلاج التأهيلي وكدا العلاجات بالأدوية، وعندما لا يستجيب المريض لتلك العلاجات، يصبح الحل النهائي هو الجراحة، والتي تمنح هؤلاء المرضى أملًا حقيقيًا في استعادة حياتهم الطبيعية والاندماج مجددًا في المجتمع.
كما أشار إلى أن هذه الجراحة ستمثل نقلة نوعية أيضًا في علاج فئات أخرى من المرضى، من بينهم مرضى التصلب اللويحي، وكذلك الذين تعرضوا لجلطات دماغية وأصيبوا نتيجةً لها بتشنجات عصبية، حيث تصبح للجراحة فعالية كبيرة لبعض الحالات لاستعادة وظائفهم الروتينية. وأضاف: “سنشرع في تطبيق هذه التقنية الجراحية على مستوى مصلحة جراحة الأعصاب لأول مرة على الصعيد الجهوي، ونعمل على تطويرها بالتنسيق مع المصالح المعنية، لاسيما مصلحة أمراض الاعصاب ومصلحة إعادة التأهيل الوظيفي ومصلحة الفيزيولوجيا العصبية، من أجل إنشاء مسار علاجي متكامل لهذه الفئة من المرضى.” وقد تم لحد الآن فحص 12 مريضًا مرشحين للاستفادة من هذا النوع من العمليات الجراحية، وسيتم برمجة عمليات جراحية لهم خلال الأيام القادمة بمعدل عمليتين يوميًا.
شهدت الفعالية حضور أكثر من 100 مشارك من ولايات الغرب، إلى جانب خبراء وطنيين في جراحة الأعصاب، أبرزهم البروفيسور عبد النبي بن عيسى، والمشاركة عن بُعد للبروفيسور الفرنسي سيندو من مدينة ليون، حيث تم تقديم محاضرات علمية متخصصة حول الجراحة الوظيفية للتشنجات العصبية.
البروفيسور بلبنة بشير يشدد على ضرورة وضع بروتوكولات علاجية دقيقة لتحديد المسار العلاجي الأنسب
شدد البروفيسور بلبنة بشير رئيس القطب الاستشفائي “الرأس والرقبة” بالمؤسسة ورئيس الجمعية الجزائرية والمغاربية لجراحة المخ والأعصاب على ضرورة وضع بروتوكولات علاجية دقيقة لتحديد المسار العلاجي الأنسب، خاصة أن أغلب المرضى من فئة الشباب، مما يستدعي توفير رعاية متعددة التخصصات لتحسين جودة حياتهم وتمكينهم من تجاوز الإعاقة. واعتبر أن مثل هذه الأيام التكوينية تعد فضاءً علميًا لتبادل الخبرات ومتابعة آخر المستجدات الدولية، مؤكدًا أن المؤسسة تواكب المعايير العالمية في هذا المجال، وتتوفر على كل الإمكانيات، ويبقى التحدي في حسن توجيه المرضى وتنسيق الجهود لتحقيق تكفل فعّال وشامل.