جميلة.م
يشهد القطب العمراني أحمد زبانة بمسرغين في ولاية وهران حركية كبيرة في إطار إنجاز مشاريع القطاع التربوي، حيث يرتقب أن يتعزز بخمس مؤسسات تربوية جديدة من شأنها تحسين ظروف التمدرس وتخفيف الضغط عن المؤسسات الموجودة حاليا.
وحسب المعطيات المتوفرة، فإن هذه الهياكل التربوية ستدخل حيز الخدمة بداية من الموسم الدراسي المقبل، وتشمل ثلاث متوسطات، مدرستين ابتدائيتين وثانوية، تتوزع عبر عدة مواقع سكنية داخل القطب الحضري.
و من أبرز المؤسسات التي يرتقب استلامها قريبا، مدرسة ابتدائية بموقع 1000 سكن الأطلس، التي بلغت نسبة إنجاز متقدمة، و رغم أهمية هذه المشاريع، إلا أن بعض الورشات سجلت تأخرا في الإنجاز، يعود أساسا إلى طبيعة الأرضيات الصعبة، ما أجبر المقاولين على إعادة دراسة المخططات التقنية والهندسية، حسب ما أكده النائب البرلماني محمد بن شريف، وهو من سكان المنطقة.
حيث يجري العمل على إنجاز متوسطة في موقع “سي جي سي” بنسبة تقدم 50%، وأخرى بحي 4000 مسكن بلغت 75%، إضافة إلى متوسطة في الأطلس بنسبة إنجاز 40%، ما يعد مؤشرا إيجابيا على توفر التعليم المتوسط في مختلف الأحياء.
موقع 18… انتظار طال، وأمل يبعث
كما تعرف مدرسة موقع 18 تقدما كبيرا في الأشغال، بنسبة إنجاز تقارب 80%، وهي أول مرفق تربوي ينجز داخل هذا الموقع السكني، ما جعلها محط أنظار سكان الحي الذين انتظروا هذا المشروع منذ مدة طويلة، حيث يعد موقع 18 من أكثر الأحياء المتعطشة لهياكل التعليم.
إذ يعاني تلاميذ موقع 18 حاليا من مشقة التنقل اليومي إلى مدرسة آزاد، التي تقع على مسافة بعيدة نسبيا عن مساكنهم، وهو ما أرهق الأولياء وأثر على انتظام التلاميذ في الدراسة، خاصة في فصل الشتاء.
ومع دخول مدرسة موقع 18 حيز الخدمة، من المتوقع أن تخفف الضغط الكبير الذي تعرفه مدرسة آزاد، وتوفر للتلاميذ بيئة تعليمية قريبة وآمنة تخلصهم من عناء التنقل اليومي الطويل.
وقد ثمنت جمعيات الأحياء بدورها هذه الإنجازات، مؤكدة أن هذه المشاريع ستساهم أيضا في تحسين نوعية الحياة وتشجيع الاستقرار الأسري في المنطقة، و في هذا السياق، أشار نائب رئيس جمعية الغد المشرق بالموقع 18 عدل مسرغين “نور دين دروب”، ل”كاب ديزاد”، ان انعدام المرافق التربوية في المنطقة تسبب بفوضى داخل العائلات حيث اضطر بعض السكان لترك منازلهم و التنقل الى مناطق بها مرافق تربوية لكن ” أخيرا شعرنا بأن صوتنا وصل. لقد طال انتظارنا لهذه المدارس، واليوم نحن نشعر بالارتياح والطمأنينة على مستقبل أبنائنا.”
و أضاف “كنا نعاني كثيرا من الاكتظاظ داخل الأقسام بمدرسة أزاد ، وكانت الظروف لا تساعد التلاميذ على التركيز أو التحصيل الجيد. افتتاح هذه المؤسسات بمثابة هدية حقيقية للعائلات.
السكان بموقع 18 يطالبون باستكمال الحلم التربوي
غير أن فرحة السكان لم تكتمل بعد، إذ يعتبرون أن إنشاء ابتدائية واحدة لا يكفي لتغطية الحاجة التربوية المتزايدة في الموقع ، خاصة مع ارتفاع عدد الأسر والشباب في المنطقة. ويؤكد السكان أن المشروع التربوي يجب أن يستكمل في أسرع وقت من خلال الانطلاق في إنجاز متوسطة وثانوية، التان تمت برمجتهما ، لكن لم تباشر بهما الأشغال إلى حد الساعة، ما يُثير قلق العائلات بشأن مستقبل تمدرس أبنائهم في المراحل التعليمية القادمة.
هذا و توفير مؤسسات تعليمية بمختلف الأطوار داخل الموقع، لا يعد مطلبا رفاهيا، حسب الساكنة بل ضرورة لضمان استقرار المنظومة التربوية وتشجيع الأسر على البقاء في المنطقة بدل التفكير في الانتقال نحو أحياء أخرى تتوفر على خدمات أكثر تكاملا.
وناشد نائب رئيس جمعية الغد المشرق، نور الدين دروب، إلى “تسريع وتيرة إنجاز المتوسطة والثانوية المبرمجتين، حتى لا يكون إنجاز المدرسة الابتدائية خطوة يتيمة”، معتبرا أن “ضمان استمرارية التعليم داخل نفس المحيط الجغرافي ينعكس إيجابا على نفسية التلميذ، ويمنح العائلة شعورا بالأمان والاستقرار.”
كما يتم بناء ثانوية جديدة في موقع آزاد، تهدف إلى تغطية احتياجات التعليم الثانوي لسكان القطب، وتفادي الاكتظاظ في المؤسسات المجاورة، حيث يعرف القطب فقرا كبيرا في الثانويات و هو ما يجعل انطلاق كل موسم فوضوي.
هذا وتبذل السلطات المحلية جهودا لتسريع وتيرة الإنجاز رغم التحديات، مع وعود بإنهاء الأشغال في الآجال لضمان دخول مدرسي ناجح، يلبي طموحات سكان أحمد زبانة ويمنح أبناءهم فرصة التمدرس في ظروف أفضل.