Capdz بالعربي

إعلام قوي… في خط الدفاع عن الوطن واستقراره

ح.نصيرة

يصادف السبت 3 ماي ، اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي تحييه الجزائر عبر مؤسساتها الإعلامية في إبراز ما تحقق وما ينتظرها من الواجهة التقييمية، وغير بعيد عن المستجد الإعلامي يتّفق الجميع من أخيار القطاع، أن الجبهة الإعلامية الموحدة هي مستقبل وعنوان الصحافة الجزائرية ، لاعتبارات يمليها الاضطراب السائد عالميا، باتت فيه بلادنا بأمس الحاجة لموضع التلاحم مع المؤسسات ومرافقة الاعلام للمنطلق سواء كان سياسي أو دبلوماسي أو اقتصادي وتنموي.

ولا يمر حدث 3 ماي هذا العام مرور الكرام كحدث عابر على الورق، إنما كانت المراجعة في خضمه مسبقة، وأعطت لجميع الاعلاميين والصحفيين الكلمة في منابر ورشات مفتوحة تعزز فتحها بمشاركة أهل القطاع، وسعت من خلاله وزارة الاتصال على أن تكرس موضوع واقع المهنة ومستقبلها بخصوصية السماع المباشر لاقتراحات ومساءلة ماذا يجب وما لنا وعلينا، فتركت على مسافة صفر الجميع يتفق على خيار الوطن أولا وقبل كل شيء.

هو بُعد قوي زكّى بالدرجة الأولى، معطى أن الجبهة الإعلامية القوية لن تكون إلا بقلم جريء يدرك ويعي خطر التربص بالوطن وتهديد أمنه وواجب الحفاظ على استقراره وأمانه.

تماما كما فتحت منصات العمل دراسة الاختلال الحاصل بسبب وجود قوانين لكنها بحاجة إلى تفعيل وتطبيق ميداني يكرس الحماية القانونية والاجتماعية للصحفي ، ومعبره هو القانون الأساسي للصحفي الذي تؤكد وزارة الاتصال جاهزيته، كذا التحضير لتنصيب المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي، والنص التنظيمي لبطاقة الصحفي المحترف ، كذا انتظار تفعيل صندوق دعم الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية والإلكترونية.

وساد الإجماع كذلك في لقاء الاعلاميين على تكوين الصحفيين ومهنيي الصحافة، لبناء إعلام قوي ومتنوع يعزز حضوره وتواجده عالميا.

فالتكوين أساس الارتقاء بالفعل الإعلامي الذي لا يعقل أن يكون مستبعدا في الظرف الحالي، لان بلادنا محط الأنظار ومهددة بفعل ما يحاك لها في الغرف المظلمة، هي بحاجة إلى إعلام متوازن وقوي يدرك كيف يبني وينتقد بعيدا عن خوضه في أمور تساعد على التفكك ، ولهذا كان جديرا في محطات استهلت للتكوين في بدايته، تعزيز قدرات الاعلاميين كيف يفرّقون بين المعلومة الصحيحة والزائفة، والتعامل مع منصات رسمية كمصدر الخبر، فالاعلام القوي يكون كذلك عندما يبتعد عن تغذية الشائعات.

ولنا في تقييم الشأن الإعلامي، أن نسلّم أن الاعلام بدأ بخطى ثابتة يتخلص من نقل معلومات مغالطة، وهو ما يعزز الثقة في قوامه عكس ما يروج على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، أصبحت مألوفة في خطها غير المتماسك، همها نشر الفتن وزرع المكائد، واستهداف الاستقرار.

حتى أن الإعلامي اليوم، متفطّن أكثر وواعي بدسائس البطانة السوداء، ويبتعد بأميال عن الطعم المسموم الذي يقدم في أخبار كاذبة يسارع لتفنيدها، فهكذا هي تنشئة صحافيين مدركين للمتغيرات المحدقة ، هم مسلحين بالمفاتيح المعرفية التي تجعلهم بميزون بين الخبر الصحيح والمغالط حفاظا على المصداقية والموثوقية والاحترافية.