ب ب
في إطار تعزيز التواصل مع الرأي العام وتجسيدًا لمبدأ الانفتاح، احتضنت المدرسة العليا للإدارة العسكرية “المرحوم المجاهد أخاموخ الحاج موسى” بوهران، اليوم الخميس 22 ماي 2025، زيارة موجهة لفائدة وسائل الإعلام الوطنية، سمحت للصحفيين بالاطلاع عن قرب على مهام هذا الصرح التكويني العسكري العريق، وما يقدمه من تكوين علمي وبدني وأخلاقي عالي المستوى لفائدة الطلبة الضباط العاملين.
وفي مستهل الزيارة، أكد قائد المدرسة، العميد كوزة كريم، أن “درجة الاحترافية والامتياز التي بلغها الجيش الوطني الشعبي تفرض علينا كمؤسسة تكوينية أن نركز على جانب التواصل مع المواطن من خلال وسائل الإعلام، تماشيًا مع توجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وقناعتها الراسخة بأهمية تعزيز رابطة الجيش بالأمة”. وأضاف بأن هذه الزيارة تندرج في إطار هذا المسعى الهادف إلى إطلاع الرأي العام على الجهود المبذولة في مجال تكوين إطارات الغد.
وقد تابع الوفد الإعلامي عرضًا مفصلًا حول التكوين الملقن بالمدرسة، والذي يزاوج بين التكوين الأكاديمي والعسكري. ويهدف المسار الدراسي للطلبة الضباط العاملين في سلاح المعتمدية إلى تمكينهم من الحصول على شهادة ليسانس في شعبة علوم التسيير، تخصص إدارة أعمال، ضمن النظام الجديد LMD، إلى جانب شهادة نجاح في الميدانين العلمي والعسكري، وشهادة إثبات مستوى في اللغة الإنجليزية. كما يتم التركيز على التحكم في المبادئ الأساسية للتسيير الإداري والإعلام الآلي، وتطوير اللياقة البدنية والقدرات الرياضية، بالإضافة إلى تنمية فن القيادة والتحلي بالسلوكيات الأخلاقية والانضباطية للضابط.
وعلى هامش الزيارة، طاف الصحفيون بعدد من المرافق والمنشآت البيداغوجية الحديثة، حيث اطلعوا على القاعات الدراسية المجهزة بوسائل تعليمية عصرية، تمكّن الأساتذة من إلقاء الدروس في ظروف بيداغوجية ملائمة، تضمن للطلبة استيعابًا أفضل للمعلومات والمعارف. وقد عكست هذه الجولة الجهود المتواصلة للمدرسة في تحسين جودة التعليم وتكييفه مع متطلبات العصر.
وتُعد المدرسة العليا للإدارة العسكرية بوهران واحدة من أهم مؤسسات التكوين العسكري بالجزائر، وتعمل تحت وصاية بيداغوجية مشتركة بين وزارة الدفاع الوطني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ويستفيد الطلبة الضباط، خلال مسارهم التكويني، من تربصات مغلقة وتطبيقية على مستوى وحدات الجيش البرية والبحرية والجوية، وفقًا لتخصص كل طالب، إضافة إلى زيارات دراسية إلى مؤسسات اقتصادية عمومية وأخرى ذات طابع صناعي وتجاري، مما يعزز البعد العملي في تكوينهم ويؤهلهم لتحمل مسؤولياتهم في الميدان بكل كفاءة.
وتُبرز هذه المبادرة التواصلية حرص المؤسسة العسكرية على ترسيخ مبدأ الشفافية والانفتاح، وحرصها على إبراز الجهود المبذولة لتكوين جيل جديد من الضباط، يمتلكون من الكفاءة والانضباط ما يؤهلهم للمساهمة الفاعلة في الدفاع عن الوطن وخدمة مصالحه العليا في ظل المتغيرات الراهنة.