Capdz بالعربي

ارتفاع مقلق في عدد مرضى الباركنسون بوهران: مستشفى ايسطو يسجل اكثر من 10 حالات جديدة أسبوعيا 

جميلة.م
تشهد ولاية وهران في السنوات الأخيرة ارتفاعا مقلقا في عدد الإصابات بمرض الباركنسون، وهو ما أكده الدكتور بوشطارة محمد سفيان، أخصائي الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر بوهران.
 ووفقا لتصريحاته، تسجل المؤسسة ،أكثر من 10 حالات جديدة أسبوعيا، وهو رقم يدل بوضوح على المنحى التصاعدي للمرض.
حيث تعد هذه الأرقام مقلقة للغاية ما يستدعي مضاعفة الجهود و تنظيم  حملات توعوية وتحسيسية واسعة النطاق قد تساعد في الاكتشاف المبكر للمرض وتحسين فرص العلاج.
وأشار الدكتور بوشطارة إلى أن المصالح الطبية تستقبل أسبوعيا عشرات الحالات، ما جعل المختصين في حالة تأهب دائم لمتابعة الحالات وتشخيصها في الوقت المناسب لتفادي المضاعفات التي قد تؤثر بشكل خطير على نوعية حياة المرضى.
وقد أوضح نفس المصدر، أن المؤسسة الاستشفائية
ويعد مرض الباركنسون ثاني أكثر الأمراض العصبية التنكسية شيوعا بعد الزهايمر في الجزائر، وهو مرض يتسبب في تلف تدريجي بالخلايا العصبية المسؤولة عن إفراز مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية حيوية تساعد على تنظيم الحركة وتنفيذ الأوامر الحركية بدقة.
انتشار كبير  وسط الشباب  والتشخيص المبكر مفتاح العلاج
وأكد الطبيب بوشطارة  في تصريح خص به “كاب ديزاد “أن هذا المرض العصبي الانتكاسي أصبح يمس فئات عمرية متزايدة، حتى من الشباب، وهو ما يثير قلق الطواقم الطبية.
مشيرا الى انه في الماضي، كان يعرف الباركنسون كمرض يصيب كبار السن، وغالبا ما تبدأ أعراضه في الظهور بعد سن 50  أو 60 سنة . لكن الوضع تغير، حسب الدكتور بوشطارة، حيث بدأت الحالات تسجل حتى في سن الثلاثين أو الأربعين، مما يدق ناقوس الخطر ويطرح تساؤلات جدية حول مسبباته.
من بين أبرز هذه الأعراض، يشير الدكتور بوشطارة إلى “الارتجاف”، و”تصلب العضلات”، و”بطء الحركة”، والتي تعتبر إشارات إنذار يجب عدم تجاهلها. وغالبا ما تكون هذه العلامات الأولية خفية، مما يجعل التشخيص المتأخر عائقًا في وجه العلاج الفعال.
حيث اوضح ىفس المختص أن نقص مادة الدوبامين يؤدي إلى ظهور أعراض حركية معروفة، مثل الرجفان، بطء الحركة، تصلب العضلات، وفقدان التوازن. ومع تقدم المرض، تصبح هذه الأعراض أكثر حدة، وقد تعيق المريض عن القيام بأبسط النشاطات اليومية، مما يضاعف من معاناته الجسدية والنفسية.
وأكد الطبيب أن التشخيص المبكر يمثل عامل حاسم في تحسين فرص الاستجابة للعلاج. فكلما تم الكشف عن المرض في مراحله الأولى، زادت إمكانية التحكم في الأعراض وتأخير تطورها، مما يحسن جودة حياة المريض على المدى الطويل.
استراتيجيات علاجية متعددة لهذا المرض خاصة التأهيل الوظيفي
ويالنسبة للعلاج أكد محدثنا  أن هناك مجموعة من العلاجات التي تساعد على التخفيف من أعراضه. وأوضح الدكتور بوشطارة أن الأدوية التي توصف لمرضى الباركنسون تساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الصحي لهم، خاصة إذا كانت المتابعة الطبية دقيقة ومنتظمة.
وأضاف أن العلاج لا يقتصر فقط على العقاقير، بل يشمل أيضًا “الرياضة” و”إعادة التأهيل الوظيفي”، والتي تلعب دورا مهما في الحفاظ على اللياقة الحركية للمرضى. وأوصى أيضا بضرورة اتباع نظام غذائي متوازن، لما له من دور تكميلي في السيطرة على أعراض المرض.
أما عن الأسباب، فأشار الدكتور إلى أن “الباركنسون، مثل العديد من الأمراض العصبية، لا تزال أسبابه المباشرة غير معروفة بشكل دقيق”. ورغم ذلك، هناك عوامل خطر يشتبه في دورها مثل التلوث، الوراثة، والتعرض للمواد الكيميائية.
و،شدد الدكتور بوشطارة على أهمية التوعية المجتمعية حول المرض، مؤكدا أن “الكثير من الأشخاص لا يدركون خطورة تجاهل الأعراض الأولية”، كما دعا إلى ضرورة دعم البحث العلمي في هذا المجال، من أجل التوصل إلى فهم أعمق للأسباب وإيجاد حلول علاجية ناجعة.
موكدا ان تفشي مرض الباركنسون بهذا الشكل المتسارع يتطلب تحركا جماعيا يشمل الأطباء، السلطات الصحية، ووسائل الإعلام، من أجل نشر الوعي، وتحسين جودة الرعاية، والبحث عن سبل الوقاية الممكنة.