وهران
المؤتمر الوطني حول الابتكار في هندسة البيانات و علوم الذكاء الاصطناعي بجامعة إيسطو: الذكاء الاصطناعي وهندسة البيانات رافعة استراتيجية للابتكار
جميلة.م
أكد مدير جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا، البروفيسور حمو أحمد، على الأهمية الكبيرة التي يكتسيها تعزيز العلاقة التفاعلية بين هندسة البيانات وعلوم الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن هذا التكامل أصبح اليوم رافعة حقيقية للابتكار والتقدم، خاصة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم الرقمي.
حيث احتضنت جامعة وهران للعلوم والتكنولوجيا فعاليات المؤتمر الوطني الأول حول الابتكار في هندسة البيانات وعلوم الذكاء الاصطناعي IDEAS 2025، بحضور باحثين وأكاديميين وطلبة من مختلف أنحاء الوطن، في حدث علمي وصفه القائمون عليه بأنه فرصة لبناء جسور التعاون وتبادل المعرفة بين مختلف الفاعلين في الساحة الجامعية.
وفي كلمته الافتتاحية، أشار مدير الجامعة إلى أن هذا المؤتمر يمثل منبرا وطنيا للتفكير الجماعي في مستقبل الأنظمة الذكية ومعالجة البيانات، معتبرا أن التفاعل بين الذكاء الاصطناعي وهندسة البيانات لم يعد مجرد خيار بحثي، بل ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية العلمية والتكنولوجية في الجزائر.
وأوضح أن الجامعة، تعمل على تشجيع المشاريع البحثية المشتركة التي تستفيد من تكامل التخصصات بين علوم الحوسبة وتحليل البيانات، بما يسهم في تحسين نوعية المخرجات العلمية وتعزيز مكانة الجامعة الجزائرية في الساحة الأكاديمية الدولية.
كما دعا البروفيسور حمو أحمد إلى الانخراط النشط في النقاشات العلمية التي يوفرها المؤتمر، مؤكدا أن تبادل المعرفة مسؤولية جماعية تتطلب التزاما بأخلاقيات البحث العلمي والنزاهة الفكرية، من أجل بناء بيئة أكاديمية قائمة على الثقة والانفتاح والتعاون.
وأشاد مدير الجامعة بالعمل الجماعي الذي قامت به اللجنة التنظيمية والأساتذة والطلبة المشاركين، معتبرا أن نجاح هذا المؤتمر دليل على نضج الوعي الجماعي بأهمية العلم والمعرفة في بناء مستقبل رقمي أكثر عدالة واستدامة.
واختتم البروفيسور حمو أحمد كلمته بالتأكيد على التزام الجامعة بمواصلة دعم كل المبادرات العلمية التي تركز على التفاعل بين الذكاء الاصطناعي وهندسة البيانات، معتبرا أن مثل هذه التظاهرات تشكل أساسا متينا لبناء شراكات وطنية وإقليمية ناجحة.
المؤتمر يعكس الحركية العلمية في مجالات الذكاء الاصطناعي
من جهتها، أكدت الدكتورة سارة بن زيان، رئيسة المؤتمر وأستاذة بقسم الإعلام الآلي بجامعة إيسطو، أن تنظيم هذا الحدث الوطني يعكس الحركية العلمية المتزايدة التي تعرفها الجامعات الجزائرية في مجالات الذكاء الاصطناعي وهندسة البيانات.
وأشارت إلى أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز التشبيك الأكاديمي بين مختلف مؤسسات التعليم العالي، وتشجيع الطلبة والباحثين على تقديم أفكارهم في فضاء علمي مفتوح يدعم الإبداع ويحفز على إطلاق مبادرات بحثية مبتكرة.
و يشهد المؤتمر ثلاث جلسات علمية رئيسية، اثنتان منها عبر الإنترنت وواحدة حضوريا، بالإضافة إلى ورشات عمل تقنية، ما يسمح بتوسيع دائرة المشاركة ويعزز من قيمة التبادل العلمي بين المشاركين من مختلف المناطق.
وسلطت الضوء على مشاركة نوعية من طلبة الدكتوراه والماجستير الذين عرضوا مشاريعهم من خلال مداخلات شفوية وملصقات بحثية، حيث تم التركيز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الطب، الزراعة الذكية، الأمن السيبراني، والنقل الحضري.
وأكدت رئيسة المؤتمر أن من أهم أهداف هذه الفعالية العلمية هو بناء قاعدة وطنية قوية من الباحثين في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، تكون قادرة على المساهمة في صياغة حلول مبتكرة تتماشى مع احتياجات التنمية المحلية والوطنية.
الذكاء الاصطناعي اصبح اداة فعالة في تحسين الأداء المؤسسي
و اجمع المشاركون أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مجال للتجريب النظري، بل أصبح أداة فاعلة في تحسين الأداء المؤسسي والرفع من جودة الحياة، خاصة عندما يتم دمجه بشكل منهجي مع تقنيات هندسة البيانات الحديثة.
و أكد المتدخلون أن الجامعة الجزائرية قادرة على لعب دور ريادي في رسم ملامح التحول الرقمي من خلال الاستثمار في العقول، وتثمين الأبحاث، وتحفيز التفاعل الخلاق بين الذكاء الاصطناعي وهندسة البيانات.
و شكل مؤتمر IDEAS 2025 مناسبة لتجديد الالتزام الوطني بدفع مسار البحث العلمي والابتكار، وفتح آفاق جديدة أمام الكفاءات الجزائرية في الداخل والخارج من أجل الإسهام في تطوير الاقتصاد المعرفي وتعزيز مكانة الجزائر في العالم الرقمي.
هذا و شهد المؤتمر تداولا لعدة أفكار علمية تتعلق بكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات الضخمة، وتحسين اتخاذ القرار، والتنبؤ بالأنماط السلوكية والاقتصادية، حيث أكد المشاركون على ضرورة تسريع وتيرة البحث التطبيقي في هذا المجال الحيوي.
