Capdz بالعربي

مستشفى ايسطو يسجل أكثر من 70٪ من المرضى بمصلحة القلب يعانون من السكري 

جميلة.م

تستقبل مصلحة أمراض القلب بمستشفى أول نوفمبر بوهران يوميا عددا متزايدا من المرضى، أغلبهم في حالات حرجة ناتجة عن مضاعفات متلازمة الشريان التاجي الحادة.

و في هذا السياق، كشفت الدكتورة بناش وهيبة، المختصة في أمراض القلب بمستشفى أول نوفمبر بوهران، في تصريح خصت به “كاب ديزاد”عن أرقام مقلقة تتعلق بعدد مرضى السكري الذين يدخلون المستشفى بسبب هذا المرض.

وأوضحت أن أكثر من نصف المرضى الذين يستقبلون في مصلحة أمراض القلب، خاصة في الحالات الاستعجالية، يعانون من السكري، وهو ما يجعل علاجهم أكثر تعقيدا.

وقالت الدكتورة إن التكفل بهؤلاء المرضى أصبح تحديا حقيقيا، لأنهم يعانون من مشكلتين صحيتين في نفس الوقت: أزمة قلبية حادة من جهة، وخلل في نسبة السكر في الدم من جهة أخرى. وهذا ما يتطلب جهدا أكبر وتعاونا بين عدة اختصاصات طبية.

أكدت الدكتورة بناش أن نسبة مرضى السكري بين الأشخاص الذين يدخلون مصلحة أمراض القلب بسبب متلازمة الشريان التاجي الحادة تتراوح بين 50 إلى 70 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة جدا.

وأضافت أن الإحصائيات المسجلة في مصلحة الاستعجالات الطبية خلال سنة 2024–2025 أظهرت أن اكثر من 70 بالمئة من المرضى المصابين بهذه المتلازمة يعانون أيضا من السكري.

هذا الوضع يعكس خطورة العلاقة بين السكري وأمراض القلب. فمرض السكري لا يسبب فقط مشاكل في نسبة السكر في الدم، بل يؤثر بشكل مباشر على الأوعية الدموية ويزيد من احتمال الإصابة بانسداد الشرايين، خاصة الشرايين التاجية التي تغذي القلب.

وأشارت الدكتورة، إلى أن العديد من المرضى يصلون إلى المستشفى في حالة حرجة، لأنهم لا يعرفون أنهم مصابون بالسكري، أو لأنهم لا يتابعون علاجهم بانتظام، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

علاج مزدوج يتطلب تنسيقا

أوضحت الدكتورة بناش, أن التعامل مع هذه الحالات يعتبر حالة طبية استعجالية مزدوجة. فمن جهة، يجب التدخل بسرعة لإعادة فتح الشرايين المسدودة من خلال عملية التوسيع بالقسطرة، والتي تُعرف باسم “الأنجيو بلاستي”، مع إعطاء أدوية خاصة تمنع حدوث مضاعفات على القلب.

ومن جهة أخرى، يجب ضبط نسبة السكر في الدم عن طريق العلاج بالأنسولين، لأن ارتفاع السكر قد يؤثر سلبا على نتيجة العلاج القلبي. وقالت إن نجاح العلاج لا يعتمد فقط على الأدوية، بل أيضا على مدى تنسيق العمل بين أطباء القلب وأطباء السكري والممرضين.

وأضافت الدكتورة أن هذه الحالات تتطلب مقاربة طبية دقيقة وسريعة، لأن أي تأخير قد يؤدي إلى مضاعفات تهدد حياة المريض، مثل فشل القلب أو السكتة القلبية أو حتى الوفاة.

تطور في علاج السكري

وفي جانب إيجابي، تحدثت الدكتورة بناش عن وجود تطورات جديدة في علاج مرض السكري في الجزائر، خاصة فيما يخص العلاج بالأنسولين. فقد أصبح هناك أنواع جديدة من الأنسولين تساعد في ضبط السكر بشكل أفضل، وتستعمل خاصة في الحالات المعقدة مثل مرضى القلب.

هذه الابتكارات تسمح بتحسين حالة المرضى وتقليل عدد المضاعفات، كما أنها تسهل على الأطباء متابعة حالة المرضى بشكل أدق.

وأكدت أيضا على أهمية متابعة المرضى بعد خروجهم من المستشفى، من خلال زيارات دورية وفحوصات منتظمة، لضمان استمرار التوازن في حالتهم الصحية.

فالحل لا يكون فقط في العلاج داخل المستشفيات، بل في التوعية، والوقاية، والتكفل المتكامل، حتى نتمكن من حماية حياة المرضى وتجنب المضاعفات الخطيرة.

و شددت الدكتورة على ضرورة اتباع أخصائيي التغذية وعلم النفس في برنامج المتابعة، لأن المرضى يحتاجون إلى تغيير نمط حياتهم، من خلال تحسين النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، وتجنب التوتر النفسي.

كما دعت إلى تنظيم حملات توعية لتحذير المواطنين من خطورة السكري، وأهمية التشخيص المبكر والعلاج المنتظم، خاصة عند كبار السن والأشخاص الذين يعانون من السمنة أو لديهم تاريخ عائلي مع المرض.

 فارتفاع نسبة مرضى السكري بين المصابين بمتلازمة الشريان التاجي الحادة يدل على وجود خلل في الوقاية والمتابعة.