Capdz بالعربي

وهران تعزز ترسانتها الطبية بأجهزة متطورة في إطار التكفل بمرضى السرطان

جميلة. م

أعلن مدير الصحة والسكان لولاية وهران في تصريح خص به كاب ديزاد عن تزويد المستشفيات المحلية بمجموعة من الأجهزة الطبية المتطورة، ضمن البرنامج الوزاري الموجه لتحسين التكفل بمرضى السرطان،في خطوة نوعية تعكس التزام الدولة بتعزيز المنظومة الصحية، اذ تعد هذه المبادرة جزءا من مخطط وطني لتجهيز المؤسسات الصحية بمعدات حديثة تساعد في تسريع وتيرة التشخيص والعلاج، ورفع مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

وحسب نفس المصدر خصص لولاية وهران غلاف مالي هام يقارب 260 مليار سنتيم، وجه لاقتناء أجهزة طبية دقيقة، من شأنها تعزيز قدرات المستشفيات في مواجهة تحديات علاج أمراض السرطان، وتحسين الأداء الطبي على مستوى الولاية.

أجهزة حديثة لدعم الكفاءة العلاجية

أكد مدير الصحة أن مستشفيات ولاية وهران ستتعزز بأجهزة طبية دقيقة من الجيل الجديد، في الايام القليلة القادمة من بينها جهاز البات سكان PET Scan، الذي يعد أداة أساسية في التشخيص الدقيق للأورام وتحديد مراحلها بدقة عالية. كما تم اقتناء جهاز الروبو شوريجيكال Robotic Surgical System، وهو نظام جراحي آلي متطور يستخدم في إجراء العمليات الجراحية المعقدة بدرجة عالية من الدقة، مع تقليل نسبة المخاطر المرتبطة بالتدخلات التقليدية.

وتشمل التجهيزات أيضاً جهاز مسرع “أكسيليراتور Accelerator”، وهو من الأجهزة المتقدمة في العلاج الإشعاعي، حيث يستخدم لتسليط جرعات دقيقة من الإشعاع على الخلايا السرطانية، مع الحفاظ على الخلايا السليمة المحيطة. وتعد هذه التقنية من الحلول الفعالة لعلاج عدد من السرطانات، خصوصا في المراحل المتوسطة والمتقدمة.

و اشار أن هذا الدعم يأتي في سياق جهود وزارة الصحة الرامية إلى تقليص الضغط على المرضى وتحسين ظروف العلاج، خصوصا في مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة مثل ولاية وهران، التي تعد قطبا صحيا رئيسيا في غرب البلاد.

توزيع متوازن للأجهزة عبر مستشفيات الولاية

وفي إطار ضمان استفادة شاملة من هذه التجهيزات، أوضح المسؤول الأول عن قطاع الصحة بالولاية أن التوزيع تم وفقا للاحتياجات المسجلة على مستوى المؤسسات الصحية المختلفة.

وفي هذا السياق، تستعد مستشفيات الولاية لاحتضان أجهزة IRM (الرنين المغناطيسي)، حيث كشف ذات المسؤول أنه سيدخل جهازان جديدان حيز الخدمة خلال الأيام القليلة القادمة؛ أحدهما على مستوى مستشفى تليلات، والثاني في مؤسسة الاستشفائية الجامعية بلاسكا في منطقة سيدي الشحمي.

كما سيتم دعم مستشفى الكرمة بجهاز سكانير جديد، ما سيساهم في تحسين عملية التشخيص والتكفل السريع بالحالات الاستعجالية والسرطانية. هذا التوزيع يعتبر خطوة استراتيجية لتخفيف الضغط عن المؤسسات الكبيرة وضمان عدالة صحية بين مختلف بلديات الولاية.

اكد المدير على امهية التكوين المستمر للأطقم الطبية وشبه الطبية، لضمان الاستخدام الأمثل لهذه التجهيزات المتطورة، وتحقيق الفعالية المرجوة في التشخيص والعلاج.

ميزانية خاصة لتعزيز المعهد الوطني للسرطان

وفي سياق مواز استفاد المعهد الوطني للسرطان بوهران من ميزانية خاصة لتعزيز دوره كمؤسسة مرجعية في علاج أمراض السرطان،حيث سيتم تعزيز المعهد بـ3 مسرعات جديدة، في إطار صندوق مكافحة السرطان، منوها أنه تم الشروع في العملية والتي ستكون جاهزة مع الثلاثي الأول من السنة المقبلة تبعا للإجراءات الخاصة باقتناء هذه المسرعات الخطية.

المدير أشار إلى أن المعهد سيعمل بشكل تكاملي مع باقي مستشفيات الولاية، في إطار شبكة علاج متكاملة تضمن الاستجابة السريعة لحالات السرطان، وتقلل من فترات الانتظار الطويلة التي كانت تمثل أحد أبرز التحديات سابقا.

كما ستُعطى أولوية لتوسيع التعاون مع مراكز البحث الطبي والمؤسسات الجامعية، من أجل تطوير أساليب العلاج، واعتماد بروتوكولات جديدة تستند إلى آخر ما توصل إليه الطب في مجال الأورام.

نحو تحسين شامل لمنظومة التكفل بمرضى السرطان

إن هذا الدعم الكبير الذي استفادت منه ولاية وهران، يعكس الإرادة القوية لدى السلطات الصحية لتوفير رعاية طبية متخصصة ومتكاملة لمرضى السرطان، وتقليص الحاجة للتنقل نحو ولايات أخرى بحثا عن العلاج أو التشخيص.

ومع دخول الأجهزة الجديدة الخدمة، ستشهد مستشفيات الولاية تحسنا ملحوظا في جودة الخدمات، لا سيما من حيث تسريع مواعيد التصوير الطبي، وتسهيل الوصول إلى العلاجات الإشعاعية والجراحية المتطورة.

كما ستسهم هذه الخطوة في تخفيف العبء النفسي والمادي عن المرضى وذويهم، من خلال تقريب العلاج من المواطن.

هذا و يعد تعزيز التجهيزات الطبية بوهران لبنة جديدة في صرح تطوير المنظومة الصحية الوطنية، وخطوة نحو تحقيق توازن أكبر في التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية المتقدمة، بما يضمن حق المواطن في العلاج النوعي أينما كان.