وطني

الأستاذ عباسة جيلالي في حوار ل”كاب ديزاد” حول أهمية الإصلاحات في قطاع الإعلام: المصداقية مسؤولية وعلى الصحافة أن تكون سلاحا لاستقرار الوطن والتصدي لحملات العداء ضد الجزائر

حاورته: ح.نصيرة

أكد الأكاديمي والإعلامي بوهران، جيلالي عباسة، على أهمية الإصلاحات التي شملها قطاع الإعلام وتبلورها في تنظيم الساحة من خلال إقرار حزمة من التدابير ومسائل ترتقي بالأداء الإعلامي.
وبما أن الإصلاحات عملت على تكريس حق المواطن في إعلام نزيه وموضوعي وربطته في حق الصحفي للوصول إلى مصادر الخبر لإعلام المواطن، إلا أنه يجب حسب الأستاذ عباسة : أن تكون نصوص تكميلية توضح كيفية إحقاق هذا الحق للوصول أساسا إلى مصادر الخبر”، كما ارتأى أنه من الضروري على الصحافة أن تكون سلاحا يخدم الوطن واستقراره وتتصدى للحملات العدائية ضد الجزائر.

حق المواطن في إعلام نزيه يرتبط بالوصول إلى مصادر الخبر وهذا يتطلب أن تكون هناك نصوص تكميلية توضح

وقال الأستاذ الجامعي عباسة جيلالي، في حوار “كاب ديزاد” بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف ل22 أكتوبر، أن القوانين الصادرة في قطاع الإعلام، كرست مبدأ حرية التعبير ولكن ربطت هاته الحرية بالمسؤولية الإعلامية حتى لا يكون الإعلامي خارج الضوابط لأن للصحفي هو مسؤول أمام المجتمع والأعراف.
وأن الصحفي الذي لا يلتزم بالمسؤولية الإعلامية يفقد حقه في المطالبة بحرية الصحافة و التعبير.
تماما كما اهتمت القوانين في قطاع الإعلام للصحفي وحماية حقوقه وضمانها۔
والأهم حسب الدكتور جيلالي عباسة، أن قانون ألإعلام كفل حق حساس، يتعلق بالرد وللتصحيح بالنسبة لمن هو متضرر، بالإضافة إلى آليات تم سنها بالنسبة للصحافة المكتوبة, الإلكترونية والسمعي البصري.
وقد جاءت الإصلاحات منذ صدور قانون الإعلام في العام 2023، لما حاول تنظيم مهنة الصحافة من جهة والارتقاء بالممارسة الإعلامية.
وأوضح الأستاذ عباسة أن صدور التنظيمات لتنظيم المهنة مهم ا إلا أنه لم يتم إصدار في السابق أي تشكيل لمجلس أخلاقيات المهنة ولا إنجاز ميثاق لأخلاقيات المهنة.
وعاد محدثنا، إلى الإصلاحات المستجدة ومدى أهميتها امتد منذ صدور قانون الاعلام في 1990، تكريسا للتعددية الإعلامية التي تم إقرارها آنذاك۔
لحين تعديل القانون في 2012، وقانون السمعي البصري في 2014.
هذه القوانين لم تبلغ الأثر المتوخى منها مع أنها تضمنت الكثير من المسائل الإيجابية لم يتم تطبيقها ميدانيا، ما جعل قطاع الصحافة يعاني ويختل بسبب النقائص، فظلت تعاني من انتقادات وانحرافات أثرت على مصداقية الصحافة من جهة وثقة الجمهور.
وكان الملاحظين قد أثاروا مسألة أنها لاتقوم بدورها بصدق وأمانة، وتوازن ودقة وشمولية، بفعل تحيز جرائد لجهات معينة، مما تسبب في تردي الأداء تماما كما عانى القطاع من جانب المهنة التي لا يمكن أن تمارس دون ضوابط وأخلاقيات.

لا يمكن الحديث عن احترافية الصحفي دون تكوينه… على المؤسسات الإعلامية ضمان تكوين مستمر

يرى الأستاذ عباسة، أنه من الضروري وبالغ الأهمية أن تقوم المؤسسة الإعلامية بتخصيص جزء من ميزانيتها لفائدة تكوين إعلاميوها، وأن يكون تكوينهم مستمر، ذلك لأن الممارسة الصحفية في تطور يتطلب المواكبة۔
وربط الأستاذ عباسة في رده على سؤال يتعلق بالتدابير التي اتخذت مع صدور القانون العضوي للإعلام وكذا قانوني الصحافة المكتوبة والإلكترونية والنشاط السمعي البصري، فيما إذا كانت تفي بأهداف تنظيم القطاع؟ وماذا يقترحون لإنجازات تخدمه؟ وما يلزم أكثر لتحسين الأداء الصحفي؟ ربط محدثنا تطوير العمل الصحفي بالاحترافية، وهنا أجاب بأنه “لا يمكن أن تتحقق الاحترافية إلا بالارتكاز على التكوين”.
موضحا أن ما يطرح في الساحة بشدة هو مسألة الاحترافية، وتعاني منها عديد المؤسسات منها الصحف، فالتكوين القاعدي جوهر الارتقاء في الميدان على حد۔قوله.
وعن القانون العضوي للإعلام وكذا قانوني الصحافة المكتوبة والإلكترونية والنشاط السمعي البصري، ثمن الأستاذ عباسة مضامينها التي تقدم الكثير من التسهيلات، في مجال إصدار النشريات، كالانتقال من الاعتماد إلى مجرد التصريح، وبالنسبة لمديري النشر، ثبت القانون شروط أهليتهم للخبرة وبأن يتمتعوا بالمستوى الجامعي، و كل هذا لضمان جودة المنتوج الإعلامي، علاوة على أن القانونين في نظر الدكتور جيلالي عباسة يكرس مبدأ التعددية ولا يسمح بالتمركز المالي والإديولوجي والسياسي، في إصدار النشرية۔
مشيرا إلى ما تفرضه إصلاحات اليوم، من التنوع على أساس أن مجتمعاتنا لها قناعات مختلفة، ما يجعل الراهن الإعلامي يطلب التعدد النوعي والكيفي لا الكمي۔
هذا مع منع القانونين للاحتكار في إصدار النشريات، عكس ما كرسه في السابق الواقع ما جعل التلاعب قائما۔
والقوانين في حد ذاتها الصادرة كرست السماح لتشكيل سلطة الضبط الصحافة المكتوبة، كما تسهر القوانين على توزيع الصحافة عبر مناطق الوطن، تجسيدا لحق المواطن في الإعلام والصدور المنتظم للصحف.
من جهة أخرى، يضيف الأستاذ عباسة، الصحافة المكتوبة تعمل على تعزيز حرية التعبير في انتظار صدور قانون أساسي يحدد شروط الممارسة الإعلامية والحقوق والواجبات المترتبة عن المهنة.
هذه القوانين تحمي الصحفي من أي عنف وبعيدا عن الضغط.
كذلك بالنسبة لضوابط تحديد مساحات الإشهار كي تبتعد النشريات من أن تكون مساحات إشهارية، وتقدم منتوجات ثقافية ومجتمعية، فضلا عن مبادئ يجب تكريسها لتنظيم القطاع أكثر المصداقية والوصول إلى مصدر الخبر.

المجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي له دور كبير في إبعاد الصحافة عن الانحراف

أبدى الأكاديمي والإعلامي، عباسة، الدور الكبير للمجلس الأعلى لآداب وأخلاقيات مهنة الصحفي، عقب صدور مرسوم رئاسي يحدد تنظيمه وسيره في الجريدة الرسمية، وهذا من جهة التشكيلة المتكونة من 12 عضو من الكفاءات يعين تصفهم رئيس الجمهورية والنصف التالي من الصحفيين والناشرين، فهذا له دور كبير في ترشيد الممارسة الإعلامية ويبعدها عن الانحراف۔
وأوضح الدكتور عباسة، أن الصحفي مطالب باحترام ميثاق أخلاقيات المهنة، وآداب الممارسة المهنية، الذي يصادق عليه المجلس وأخلاقيات المهنة، هو سلوك مطلوب من القائمين على الصحافة غير أن الأخلاقيات تصبح عديمة وفق الأستاذ عباسة إذا لم تترجم إلى واقع عملي ملموس خلال الممارسة المهنية للصحفي، كما أن للأخير مسؤولية تجاه الجمهور والرأي العام، كونه مؤثر فيه.
ويضيف الإعلامي والأكاديمي، عباسة أنه ضمن الأخلاقيات المهنية الصحفي مطالب بالابتعاد عن الأخبار الكاذبة، واستخدام وسائل غير مشروعة للحصول على وثائق وأخبار تزيف الوقائع والابتعاد عن انتهاك التقاليد.
وكل الممارسات غير اللائقة يعالجها مجلس أخلاقيات المهنة على أساس أنها تتنافى مع حرية الصحافة۔
فالجميع ملزمون بمسؤوليات اتجاه المجتمع والرأي العام لذلك يجب تحلي النزاهة و المصداقية وعدم التحيز لطرف بما يخدم الصالح العام للوطن.

على الصحافة أن تكون سلاحا يخدم الوطن واستقراره وتتصدى للحملات العدائية ضد الجزائر

قال الأستاذ عباسة أن الصحافة اليوم، تحتفل بعيدها الوطني المصادف ل22 أكتوبر، وهو تاريخ يستمد رمزيته من أول إصدار لصحيفة الثورة التحريرية “المقاومة”، ولهذابات مطلوبا دائما أن تكون الصحافة السلاح الذي يخدم المجتمع والوطن وتتصدى للحملات العدائية التي تستهدف بلدنا الجزائر.
ودعا الأستاذ عباسة جيلالي في حديثه ل” كاب ديزاد”، على الإعلاميين أن تكون خدمتهم لصالح استقرار الوطن والدفاع عن أمنه، حيث تتعرض الجزائر لحملات تضليلية تريد المساس بوحدته وتماسك شعبه، ولهذا ألح الدكتور عباسة على أن تكون الممارسة الإعلامية في صالح الوطن.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق