دولي
ماذا بعد رحيل القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين “إبراهيم منير”؟

تم دفن القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الأستاذ “إيراهيم منير” في لندن، عن عمر ناهز ال 85 عامًا، فهو من مواليد 1جوان 1937. قضى 15 سنة في سجون مصر، منذ عهد الزعيمة الراحل “جمال عبد الناصر”، وآخر مرة سجن فيها، كانت في عام 2009، بعدما حوكم في عهد الرئيس الراحل “حسني مبارك”، في قضية متعلقة بالتنظيم الدولي، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، قبل أن يصدر قرار بالعفو الرئاسي عنه من قبل الرئيس الراحل المنتمي إلى الجماعة “محمد مرسي “في أواخر جويلية 2012، بعد نحو شهر فقط من توليه منصبه.
يعتبر “إبراهيم منير” من القادة البارزين للتنظيم الاخواني الدولي، حيث غادر مصر، فور خروجه من السجن، وانتقل إلى العاصمة البريطانية “لندن” واصل نشاطه الدعوي الذي بدأ في ممارسته منذ شبابه. فقد قضى ضمن صفوف الإخوان ما يقرب من 40 عاماً، تقلد فيها عدة مناصب، أهمها تولي منصب الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة وموقع نائب المرشد العام للجماعة والقائم بعمله، بعدما بعد القبض على “محمود عزت” في مصر في عام 2020، فتولى منصب القائم بأعمال المرشد بعد الإطاحة بالرئيس “مرسي” في 2013 وحبس “المرشد” محمد بديع. كما أن حياته بلندن قضاها في دعم نشاطات الجماعة ومؤسساتها في الخارج، على غرار الجمعية الخيرية الإسلامية للإغاثة الإنسانية، صندوق التكافل ومؤسسة النهضة.
لكن الجماعة انقسمت على نفسها بين مؤيد ومعارض، خاصة وأن تهما ثقيلة لاحقته، في أوساط صفوف التنظيم، تتعلق بالفساد المالي والأخلاقي. لتعلن مجموعة من قيادات التنظيم في أكتوبر 2021 عن سحب الثقة منه وإعفائه من مهامه كقائم بأعمال المرشد ونائب له، مدعين صدور قرار بذلك من مجلس الشورى العام المصري.
وهو التصرف الذي كان خطوة أولى استغلها مناوئيه، حيث ظهر القيادي الإخواني “محمود حسين”، المقيم في تركيا، قائدا لجبهة معارضة لمنير عرفت بـ”جبهة إسطنبول”، ومطالبا بعزل “ابراهيم منير”، وتكليف لجنة للقيام بمهام المرشد العام، ما جعل الاصراع يشتد بين الجبهتين (لندن وتركيا)، وتعلن الجبهة ذاتها “جبهة إسطنبول” فصل “منير” نهائياً من الجماعة و13 قيادياً آخرين في جبهته، بحجة عدم التزام قرارات مؤسسات الجماعة الشرعية، وتشكيل كيانات موازية بعيداً من هذه المؤسسات، مما وسع الفجوة داخل صفوف الجماعة.
وأمام حالة الخناق التي يشهدها نظام الاخوان المسلمين بالعالم العربي خاصة مصر وتونس، وتصنيف تنظيماته كمجموعات إرهابية، وهي ما كان قد تعرض لها الراحل “ابراهيم منير” الذي حوكم غيابيا في مصر في 2021، وأصدر في حقه حكما بالمؤبد في سبتمبر 2021، بتهمة قيادة جماعة إرهابية، تهدف إلى استخدام القوة والعنف والتهديد والترويع في الداخل، بغرض الإخلال بالنظام العام وتمويل الإرهاب وتوفير الملاذ الآمن للإرهابيين”، وتم وضعه “على قوائم الإرهاب”، وهي القضية التي ضمت 25 متهماً.
يذكر أن رحيل “إبراهيم منير” صنع تشنجا بين عناصر التظيم، في ظل وجود انقسام بين جبهتي اسطنبول ولندن، إلى جانب تعاظم فكرة السيطرة على قادتهما، فهل سيتم توحيد الجبهتين، أم هي بداية النهاية للتنظيم؟ لاسيما وأن التنظيم يتعرض إلى عملية خنق عسيرة في الدول العربية وحتى الغربية.
غزالة.م / وسائل إعلام دولية.



