وهران

جامعة وهران 1 تحيي ذكرى مجازر 8 ماي 1945 : التفاتة لضرورة ترسيخ المحطة التاريخية في مناهج التعليم وربطها بالهوية الوطنية 

جميلة.م
 
أحيت جامعة وهران 1 أحمد بن بلة الذكرى الثمانين لمجازر الثامن ماي 1945 بتنظيم ملتقى وطني تحت عنوان “مجازر 8 ماي 1945 ذاكرة تأبى النسيان”، بالتنسيق مع مصلحة الأرشيف لولاية وهران، المدرسة العليا للإدارة العسكرية المرحوم اخاموخ الحاج موسى، مديرية المجاهدين لولاية وهران، جمعية فيسنيسا لحماية البيئة والبحر، وفرقة البحث دور الشهادات الحية في كتابة تاريخ الجزائر المعاصر.
 و في هذا السياق، أكد البروفيسور امين عبد المالك أن الجامعة تسعى دوما للحفاظ على الذاكرة من خلال احياء كل المناسبات الوطنية مشيرا  أن هذا الحدث الرمزي يعزز الروح الوطنية، ويذكر بأن استقلال الجزائر لم يكن هبة بل ثمرة تضحيات جسام قدمها الشهداء والمجاهدون في سبيل حرية الوطن وكرامة شعبه.
بالمناسبة تطرق الأستاذ بن جبور محمد منظم الملتقى،  أن الملتقى جاء تخليدا لواحدة من أفظع الجرائم الاستعمارية الفرنسية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين العزل، وكان لها دور كبير في تغيير مسار النضال الوطني نحو الكفاح المسلح من أجل الاستقلال.
و أضاف  أن هذه التظاهرة العلمية تشكل محطة هامة في سبيل ترسيخ الذاكرة الوطنية، إذ جمعت نخبة من الباحثين والأساتذة من مختلف جامعات الوطن لتبادل الرؤى حول مجازر 8 ماي كحدث مفصلي في تاريخ الجزائر.
 حيث ناقش المشاركون في الملتقى عدة محاور، منها الجانب القانوني المتعلق بتصنيف المجازر كجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، والجانب التاريخي المتعلق بضرورة نقل هذه الذاكرة إلى الأجيال الجديدة عبر الوسائط التربوية والثقافية.
مجازر 8 ماي 1945 جرائم حرب مكتملة الأركان.
 
كما تطرق المتدخلون إلى الشق القانوني لمجازر 8 ماي 1945، مؤكدين أنها ترقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان بحسب المعايير القانونية الدولية، مما يضع على عاتق الدولة الجزائرية والمجتمع المدني واجب التحرك لإثبات هذا التصنيف على الساحة الدولية، ودفع الدولة الفرنسية إلى تقديم اعتذار رسمي وصريح عن هذه الجرائم الاستعمارية التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء.
كما شدد المتدخلون على أهمية ترسيخ مثل هذه المحطات التاريخية في مناهج التعليم، وربطها بالهوية الوطنية لضمان استمرار الوعي التاريخي لدى الأجيال القادمة في مواجهة محاولات طمس الذاكرة وتشويه الحقائق.
وأشار الحاضرون إلى أن شعار هذه السنة “يوم مشهود لعهد منشود” يحمل دلالات عميقة تعكس العلاقة المتواصلة بين ماض تضحوي وحاضر يسعى إلى بناء مستقبل يليق بتضحيات الأجداد.
 
و اجمع المتدخلون على أهمية مد جسور التواصل بين جيل الاستقلال وجيل اليوم، من خلال برامج تربوية وتوعوية ترسخ القيم الوطنية وتعرف الناشئة على تضحيات الأجداد، معتبرين أن صوت الذاكرة ليس فقط استرجاعا للتاريخ، بل هو حجر أساس في بناء الهوية الوطنية الجزائرية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ.
 
وختم المتدخلون أشغالهم بالتأكيد على أن معركة الذاكرة لم تنته بعد، وأن صون التاريخ الوطني واجب وطني لا يقل أهمية عن معركة التحرير، بل هو امتداد لها في زمن الاستقلال.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق