مزاد... كاب ديزاد
الأونروا… لخنق الفلسطينيين ؟!

في الوقت الذي تتعالى أصوات العالم ومنظمة العفو الدولية ومجلس الأمن، لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة، لتجنيب الفلسطينيين الموت الحتمي جراء المجاعة المفروضة، وانعدام العلاج وانتشار الأمراض، والظروف المعيشية الكارثية، حيث يوجد مرحاض واحد لكل 500 فلسطيني. تسارع الدول الداعمة للكيان الصهيوني، لقطع مساعداتها عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، تلبية لطلب الكيان الصهيوني الداعي إلى غلقها، بعد اتهامه بضلوع أفراد منها في هجوم السابع أكتوبر 2023، الذي سمي “طوفان الأقصى”، ونفذته عناصر كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية.
ولأن وكالة “الأونروا” تهتم فعلا بمساعدة الفلسطينيين الذين يعانون الأمرين بقطاع غزة، فإن الكيان الصهيوني لم يتقبل الأمر، لأن نشاطها الإنساني يعيق تنفيذ مخططه الإجرامي الوحشي، وهو القفز إلى الخطة الموالية، بعدما فشلت آلته العسكرية في إنهاء الشعب الفلسطيني، وبقاء قائمة الشهداء مفتوحة، وتمسكه بأرضه لأنه صاحبها ومقاومته الاحتلال بديهيا. فانبرى إلى تنفيذ ما يمكنه التأثير على الفلسطيني ويجبره على الرحيل وترك أرضه، وهو تجويعه عمدا، ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فترتفع حالات الوفيات، ويضطر البقية إلى حمل حقائبهم ومغادرة فلسطين. لكن هذه الخطة كسرتها الدعوات الدولية المطالبة بمنع التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، كما أن “الأونروا ” لها دورها في توفير ما يمكن من مساعدات. وبعد اعتماد محكمة العدل الدولية شهادات مدير “الأونروا” في إدانة إسرائيل، استغلت هذه الأخيرة الفرصة وافتعلت ملفا كاملا حملته أدلة، بضلوع أفرادها في عملية “طوفان الأقصى”، ما سهل لداعميها في حربها الإجرامية ضد الفلسطينيين، إيجاد عذر، لتضييق الخناق على الفلسطينيين، فسارعوا لإعلان وقف دعمهم للأونروا.
توقف الدول المانحة عن دعم “الأونروا” ليس مفاجئا، بل هو توكيد لسياسة الكيل بمكيالين في القضية الفلسطينية، فأمريكا أوقفت دعمها للأونروا، ولكنها رفعت من دعمها العسكري واللوجيستي للكيان الصهيوني. واعتبرت كل من يثبت تعامله مع حركة “حماس” الفلسطينية، “إرهابيا” وسيخضع للعقاب، رغم أن حماس تدافع عن أرضها، والمقاومة عن الأرض والعرض والشرف مكفولة، بينما أكدت أن ما تقوم به إسرائيل هو دفاع عن حقها، ونفس المواقف الرسمية الغربية تتكرر.
فالأونروا كشفت حقيقة الغرب وعرته أمام من يتبجح بعدالته ودفاعه عن حقوق الإنسان.
وردة. ق