وهران

جامعة وهران 1: 28 مؤسسة جامعية وبحثية تناقش أزمة تعليم اللغة العربية للناطقين بها

جميلة.م
 
 ستناقش جامعة وهران1 أحمد بن بلة  واحدة من أبرز الإشكاليات التربوية والثقافية في الوطن العربي  في مبادرة أكاديمية نوعية، حيث  يعتزم مخبر اللهجات ومعالجة الكلام بجامعة وهران1 تنظيم ملتقى وطني هام يوم 24 أبريل 2025 تحت عنوان: “أزمة تعليم اللغة العربية في المنظومة التربوية عند الناطقين بها”، وذلك بقاعة المحاضرات عبد الملك مرتاض بكلية الآداب والفنون، إضافة إلى تنظيمه افتراضيا عبر تقنية التحاضر المرئي، مما يتيح مشاركة أوسع للمهتمين والمختصين.
يترأس هذا الحدث العلمي البروفيسور سعاد بسناسي، مديرة المخبر وعضو المجلس الأعلى للغة العربية، رفقة الدكتورة الهوارية شيخ أعمر، العضو النشط ضمن المخبر، حيث يشهد الملتقى إقبالا غير مسبوق من الباحثين، بمشاركة 28 مؤسسة جامعية وبحثية من مختلف أنحاء الجزائر.
 و من بين هذه المؤسسات جامعة وهران1، المدرسة العليا للأساتذة وهران، جامعات تلمسان، سيدي بلعباس، معسكر، الشلف، تيارت، سوق أهراس، تبسة، الجزائر2، قالمة، عنابة، سطيف2، بجاية، المركز الجامعي مغنية، تيبازة، وغيرها، ما يعكس أهمية الإشكالية المطروحة في الأوساط الأكاديمية.
 
وأكدت البروفيسور سعاد بسناسي أن أهمية الملتقى تكمن في  عمق الإشكال الذي يعالجه، مشيرة إلى أن اللغة العربية، رغم كونها لغة رسمية ومقدسة، تشهد تراجعا في الاستعمال الشفهي والكتابي، حتى بين الناطقين بها، معتبرة ذلك أزمة حقيقية في الملكة اللغوية للأجيال الجديدة.
وتساءلت عن السبب الحقيقي لهذا التراجع، مؤكدة أن الأزمة لا تكمن في اللغة ذاتها، بل في مستخدميها الذين باتوا يشعرون بالهوان تجاهها، مما يستدعي وقفة جادة لإعادة تقييم موقع اللغة العربية في المنظومات التعليمية.
كما أبرزت المتحدثة التفاوت بين الجهود المبذولة والنتائج المتحققة، مشيرة إلى كثرة الندوات حول اللغة العربية مقابل واقع تعليمي يعاني من أخطاء لغوية حتى داخل الأوساط المتخصصة، ناهيك عن ضعف الأداء لدى المتعلمين.
 
إنقاذ اللغة العربية مسؤولية جماعية
 
و اضافت محدثتنا في ذات السياق أن إنقاذ اللغة العربية مسؤولية جماعية، تبدأ من الأسرة والمدرسة، ولا تنتهي عند حدود الإعلام والمؤسسات الثقافية والتشريعية.
وأوضحت أن المنظومات التربوية في عدد من الدول العربية لم ترتق إلى مستوى التحديات، وفشلت في بناء قاعدة لغوية صلبة، مما أدى إلى توجه بعض الدول نحو مراجعة شاملة لمناهجها وأساليب تدريسها.
ويسعى الملتقى، بحسب البروفيسور سعاد بسناسي، إلى تحليل أسباب اغتراب اللغة العربية بين أبنائها، وتحديد العوائق التي تحول دون تطوير تعليمها، إضافة إلى بحث أسباب فقدان الطلبة الثقة بها كلغة علم وهوية.
 
كما يركز الملتقى على ضعف استخدام الوسائل التقنية في تعليم اللغة، رغم الإمكانيات الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا لتحسين الأداء اللغوي، وهو ما يتطلب تحليلا معمقا لواقع المناهج المعتمدة.
ويناقش الملتقى عدة محاور رئيسية، منها: مكانة العربية بين اللغات، هيكلة المناهج، سياسات تدريس اللغة في الوطن العربي، ضعف أدائها في المؤسسات التربوية، أسباب النفور منها، وطرق تعليمها الحديثة، إلى جانب دراسة تأثير الوسائط الرقمية.
ومن المحاور اللافتة أيضا، جهود الدول والمنظمات العربية في إصلاح تعليم العربية، وفعالية المناهج الإلكترونية، وتأثير الوسائط الرقمية في تهجين اللغة لدى الناطقين بها، وهو موضوع يحظى باهتمام متزايد في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
هذا و  أكدت البروفيسور سعاد بسناسي أن اللغة العربية تمثل جوهر الهوية الوطنية، وأساس تطور المجتمعات، موضحة أن التراجع الحاصل ليس قدرا محتوما، بل نتيجة خلل في السياسات والممارسات التعليمية.
ودعت إلى اعتماد مقاربات بيداغوجية حديثة، تراعي قدرات المتعلمين وتستثمر التكنولوجيا كأداة داعمة، بهدف استعادة مكانة اللغة العربية في المنظومة التربوية.
ومن المنتظر أن يتوج الملتقى بتوصيات عملية قابلة للتنفيذ، تساهم في بلورة رؤية تربوية متكاملة تنقذ اللغة العربية من أزمتها، وتمنحها المكانة التي تستحقها كلغة دين، وهوية، وحضارة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق