مزاد... كاب ديزاد

عندما تغيب العدالة وتنكشف العورة!

كانت فرنسا الرسمية تعتبر حرية التعبير وحقوق الإنسان عورتها التي يجب أن تحفظها وتسترها، ولا تسمح بالاقتراب منها، لكن بحادثة مقتل المراهق الجزائري “نائل” على يد شرطي فرنسي بدم بارد دون سبب لذلك، فضحتها وكشفت عورتها على مرأى من العالم، الذي يتابع منذ صبيحة الثلاثاء الفارط إلى اللحظة تطورات الأحداث بالشارع.
فلا الجهات الرسمية الدولية ولا شعوبها تقبلت الحادثة الوحشية، ولا المتواجدين بفرنسا ذاتها مواطنين فرنسيين ومهاجرين اقتنعوا بتدخلات المسؤولين الفرنسيين، رغم أن الرئيس الفرنسي “ماكرون” حاول تمييع القضية واستسهالها، عبر غض بصره عما كان يحدث بشوارع فرنسا من احتجاجات عارمة برقصته في إحدى الحفلات خارج فرنسا، وهو ما وثقه أحد الحضور هناك الذي نشر الفيديو، الذي أغضل الفرنسيين، وجعلهم يعتبرون أن “ماكرون” غير مهتم بشؤون بلاده رغم الفوضى التي انتشرت.
ومن جهتها، فقد دعت بريطانيا رعاياها إلى تجنب التنقل إلى فرنسا بسبب انعدام الأمن، وإمكانية تعرضهم للأذى، بينما الأمم المتحدة لم تستسغ الحادثة، فاعتبرت أن فرنسا دولة عنصرية، وبهذا تكون فرنسا قد بدأت تجنيما زرعته على امتداد ما يفوق القرن، في ظل المشاكل التي ورطت نفسها فيها، فقد حاولت أن تكون شرطي أوروبا واليد العليا على إفريقيا، لكن المقيمين على أراضيها من الأصول الافريقية وحتى الآسياوية، فهموا توجهها واقتنعوا بمواقف شعوبهم ببلدانهم الأصلية، فلم يثقوا فيها وفي قراراتها، وبقوا يتابعون ما يجري ببلدانهم الأصلية، فازدادوا تأكيدا أن طردها من التواجد الميداني هناك هو الاختيار الصحيح للتوجه نحو استقلال شامل كامل، بعدما تبين يالمكشوف أنها هي السبب الحقيقي وراء عدم الاستقرار واللأمن بدولهم. وتعاملها العنصري معهم كمقيمين على أراضيها كعبيد وبشر من الدرجة الثانية هو حقيقة تفكيرها اتجاه كل من هو غير فرنسي رغم القيمة الإضافية التي يدعمونها بها.
فجاءت حادثة الراحل “نائل” لتكشف عورة فرنسا وتفضحها أمام الملأ، بعدما اعتقلت أكثر من 700 مراهق تترواح أعمارهم بين 12 وأقل من 18 سنة في الأحداث التي تشهدها شوارعها، مؤكدة أنها ستحاسب عائلاتهم لأنها سمحت لهم بالتورط، لكنها لم تصرح أن قوانينها المسيرة لتربية الأولاد بأراضيها، تعترض على كل عائلة تقوم بتربية أولادها، لاسبما إن عنفتهم حتى لفظيا، فقد تحضر المسعفة الاجتماعية وتنزعهم من عائلتهم وتأخذهم إلى ملاجئ لتربيتهم. وهو ما يجعلها اليوم تحصد ما زرعت.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق