وهران

الملتقى الدولي “أرشيف المخطوطات في العالم العربي والإسلامي” بجامعة وهران 1 : التأكيد على دعم مديرية الارشيف الوطني للبحث العلمي

من.جميلة
أكد محمد بونعامة المدير العام للأرشيف الوطني، خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها صباح اليوم في جامعة وهران 1 أحمد بن بلة، بمناسبة انطلاق فعاليات الملتقى الدولي الموسوم “أرشيف المخطوطات في العالم العربي والإسلامي”، والمنعقد ضمن الأسبوع الوطني للأرشيف، على أن التحول الرقمي يمثل رهانا محوريا، وقد أكد عليه رئيس الجمهورية في العديد من خطاباته السياسية.
وأضاف أن هذا التحول لا يمكن أن يتم إلا باشراك البعد الأكاديمي والربط المؤسساتي بين الجامعة وباقي الهيئات الوطنية، مشددا على أن منبر الأستاذية لا يحتمل الديماغوجية أو التنبؤات السياسية أو الاستشراف غير المبني على دراسات مرجعية، وإنما يقوم على مقاربة علمية تواجه الإشكالات والصعوبات بمسؤولية ووضوح.
وأكد أن الشراكة بين الجامعة والمؤسسات، خاصة المديرية العامة للأرشيف الوطني، تعد ذات أهمية قصوى، وتفتح المجال أمام تشجيع البحث العلمي، ودعم الباحثين، وفتح أبواب مركز المحفوظات الوطنية أمام الجامعيين والمؤرخين. وقال” المديريه العامه للارشيف الوطني تفتح ذراعيها وهذه من مسؤولياتها الى مجمع الاساتذه الكرام من جامعات الجزائريه ووتعامل مع كل الجامعات و تساند البحث العلمي في هذا المجال الى اقصى الحدود.
وأضاف بونعامة،  أنه لا جدوى من أي مجهود ميداني تطبيقي دون وجود دعم نظري أكاديمي، مطالبا الأساتذة ومسؤولي الجامعات بالارتقاء إلى مستوى هذه المسؤولية، ومد المؤسسات بالمعرفة والخبرة اللازمة لتعبيد الطريق أمام التحول الرقمي ومواكبة العصر.
حيث اعتبر الملتقى، يشكل الانطلاقة العملية الأولى للمديرية العامة للأرشيف الوطني نحو معالجة مسألة غاية في الأهمية، وهي إشكالية المصطلحات.
وقال إن المصطلحات تعد قاعدة كل معيار إداري أو تسييري سواء في إدارة الوثائق أو الأرشيف أو غيرهما، ما يجعل من الضروري التوقف عندها وفهمها بعمق.
وأوضح أن وزارة الثقافة، وضعت استراتيجية مشتركة مع الأرشيف الوطني لحماية المخطوطات، ومساهمة المديرية العامة للأرشيف الوطني في هذه الاستراتيجية هدفها توضيح الإشكال الاصطلاحي ما بين “المخطوط” و”أرشيف المخطوط”، لتفادي الخلط بين الوثيقة والمضمون.
وأشار إلى أن السياسة الأرشيفية المتبعة منذ 2024 تركز على تقريب الرؤى وبناء شراكات مؤسساتية أكاديمية، لكنه اعترف بوجود نوع من “تشخيص المسؤوليات” في العلاقة بين المؤسسات، ما يستدعي تكاتف الجميع وتعزيز أواصر التعاون.
الدعوة الى تأسيس لجان بحث مشتركة بين الكراسك ومختلف الجامعات الجزائرية
و دعا في كلمته مدير “كراسك” لإعادة تفعيل هذا البعد العلمي، وتأسيس لجان بحث مشتركة بين المركز ومختلف الجامعات الجزائرية، تفتح من خلالها أبواب الأرصدة الأرشيفية الوطنية أمام الباحثين، لتكون مرجعا علميا لما يقدمونه من رسائل وأطروحات.
هذا وتم تسليط الضوء على دور مركز الأبحاث في الأنثروبولوجيا “كراسك” في هذا الإطار، اعتبر المدير العام للأرشيف الوطني ، أن له مسؤوليات كبيرة في الربط بين الأرشيف والبحث العلمي. كما أشار إلى الدور التاريخي الذي لعبته مصالح الأرشيف في ولايات وهران، الجزائر، وقسنطينة، منذ الحقبة العثمانية، والتي ساهمت في تكوين نواة الراشدين من الأرشيفيين.
وقال إن الجزائر تزخر بكفاءات علمية كبيرة، مثل الأساتذة مصطفى فؤاد صوفي، حاشي عمر، ومن الجيل الثاني البروفيسور عاشور الحاجمي، مؤكدا أن كل هذه الجهود تصب في اتجاه فتح طريق التحول الرقمي.
وأكد أن التحول الرقمي لا يمكن أن يبنى إلا على أساس الوثيقة والأرشيف، وأن المؤسسات لا يمكن أن تسيّر أعمالها دون وثائق، مشددا على ضرورة فرز الأرشيف القديم، تصنيفه، تنظيمه، وتحديد الأولويات قبل الدخول في عملية الرقمنة.
وأوضح أن الجزائر تبنت قبل أقل من شهر استراتيجية وطنية للتحول الرقمي، تهدف إلى توحيد الرؤى والإجراءات، مذكرا بضرورة التمييز بين نسخ الأصل ورقمنتها، وبين مفهوم الرقمنة كعملية إجرائية قائمة على مفاهيم مؤطرة ومنظمة.
وأشار إلى أن المصطلحات تظل تحديا بحد ذاتها، وهو تحد تفتخر جامعة وهران بخوضه من خلال هذا الفضاء الأكاديمي المؤسساتي. كما بيّن أن الفرق بين الأرشيف والمخطوطات هو فاصل دقيق جدا يجب الانتباه له علميا ومنهجيا.
وأكد محمد بونعامة، أن المديرية العامة للأرشيف الوطني تمد ذراعيها لكل الجامعات والأساتذة، وتدعم البحث العلمي في هذا المجال إلى أقصى الحدود، لما لذلك من أهمية في حماية الذاكرة المؤسساتية والوطنية.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق