وهران

تكريم رموز الطب الجزائري  مطالب بتسمية معهد السرطان بوهران باسم الجيلالي الوافي

ح. نصيرة

تدافع بولاية وهران العديد من الفعاليات من نخبة الأطباء الأخصائيين والناشطين الجمعويين من أجل استذكار وتكريم عميد الطب الجزائري، البروفيسور المرحوم الجيلالي الوافي، أحد أوائل من أدخلوا تخصص علم الأورام (Oncology) إلى الجزائر، باعتباره فرعًا من فروع الطب يُعنى بتشخيص ودراسة وعلاج الأورام السرطانية.

وتناضل شريحة واسعة من الأطباء والجمعويين من أجل إطلاق اسم البروفيسور الوافي على مشروع المعهد الوطني للبحث في السرطان الواقع قبالة المؤسسة الاستشفائية “الفاتح نوفمبر 1954” بإيسطو، والذي بلغت أشغاله مراحلها الأخيرة، ومن المرتقب استلامه قبل نهاية العام الجاري.

رفع ملف التسمية في انتظار إنصاف عميد الطب الجزائري

قال الناشط الجمعوي الدكتور عبد اللطيف رحمون لـ”كاب ديزاد” إن مشروع المعهد الوطني للبحث في السرطان (سيدي الشحمي)، والذي يُعد من أهم الإنجازات في قطاع الصحة، على وشك الاستلام. وأوضح أن عدداً من الأطباء والناشطين يرافعون لتخليد اسم البروفيسور الوافي، تقديرًا لدوره الرائد في إدخال تخصص طب الأورام إلى الجزائر ونشره في المناطق الداخلية، مثل ولايات سيدي بلعباس وتلمسان وغيرها.

وأضاف أن الراحل كان من أبرز الأعضاء الفاعلين في اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان منذ تأسيسها، وساهم في تكوين مئات الطلبة في هذا التخصص، حيث يوجد اليوم أزيد من عشرة أخصائيين معروفين غرب البلاد تتلمذوا على يده. كما أكد الدكتور رحمون أن ملف التسمية قد رُفع إلى الجهات الوصية ولجنة التسمية تكريماً لمسيرة هذا الطبيب الكبير.

مسيرة علمية حافلة

وُلد البروفيسور الجيلالي الوافي في 22 مارس 1943 بوهران، وتحصل على شهادة البكالوريا سنة 1961، ثم التحق بكلية الطب في سبتمبر من العام نفسه. نال شهادة الدكتوراه في الطب عام 1971، وتخصص في أمراض الرئة بين 1974 و1977، كما حاز على دبلوم الدراسات الطبية المتخصصة (DEMS) سنة 1977، ثم على الكفاءة في علم الأورام الطبية من مركز “أوسكار لامبرت” بليل (فرنسا) سنة 1986.

تقلّد عدة مناصب أكاديمية وعلمية، حيث عمل أستاذًا مساعدًا سنة 1978، وأستاذًا محاضرًا سنة 1981، وشغل منصب رئيس قسم الأورام الطبية عام 1988، بعد أن كان رئيسًا بالنيابة منذ 1986. كما تولّى رئاسة قسم الطب ومعهد العلوم الطبية بين 1982 و1990، وترأس وحدة أمراض الرئة منذ عام 1978.

بصمة لا تُمحى في علم الأورام

يُعد البروفيسور الوافي من الرواد الأوائل في علم الأورام الطبية بالجزائر، إذ أسس أول قسم مختص بهذا التخصص في وهران سنة 1986، ودافع عن إدراجه ضمن مناهج المستشفى الجامعي، وكان من أوائل مؤسسي الإقامة في علم الأورام الطبية سنة 1990. كما ساهم في تكوين الأطباء وشبه الطبيين في ولايات الغرب الجزائري، وشارك في تصميم مركز مكافحة السرطان بوهران (حاسي).

ولم تتوقف جهوده عند هذا الحد، فقد ساهم في تطوير خدمات علاج الأورام في المستشفيات الجامعية بتلمسان وسيدي بلعباس ومعسكر ومستغانم وتيارت وسعيدة وبشار وغيرها.

يُعد المعهد الوطني للبحث في السرطان بوهران أول مرفق من نوعه في الجزائر يجمع بين العلاج والبحث العلمي في مجال السرطان. ورغم تأخر إنجازه الذي يعود إلى سنة 2014، إلا أنّ المشروع يسير نحو نهايته، حيث تجاوزت نسبة الأشغال 80% حسب آخر زيارة لوالي وهران في أوت الماضي، الذي شدد على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز لتسليمه قبل نهاية السنة الجارية.

إنه حلمٌ ينتظره الجزائريون، وصرحٌ علمي يُعوّل عليه في تطوير علاجات الأورام وتحسين التكفل بالمرضى عبر الوطن.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق