مزاد... كاب ديزاد
مسار وهران … الجزائر ذاكرة تاريخية وفاعلية دبلوماسية

م ر
أطلقت الجزائر سنة 2013 مبادرة “مسار وهران” كمنصة للحوار الإفريقي حول قضايا السلم والأمن، و كان في بداياته فضاء للتشاور حول هذه القضايا ، ليتحول من فكرة محلية إلى آلية مؤسساتية داخل الاتحاد الإفريقي.
هذا التطور يبرهن على قدرة الجزائر تحويل المبادرات الدبلوماسية إلى مؤسسات راسخة، وهو ما يعزز موقعها كفاعل رئيسي في القارة، كما أنه دليل على أن الجزائر استطاعت أن تمنح القارة منبرا موحدا للتعبير عن مصالحها في مواجهة التحديات الدولية.
اعتماد مسار وهران ضمن آليات الاتحاد الإفريقي هو تتويج لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الجزائري، و بهذا المسار تؤكد الجزائر أنها ليست مجرد عضو في الاتحاد ، بل هي قاطرة تحمل آمال القارة نحو مستقبل أكثر توازنا وعدلا.
مسار وهران جاء في سياق بحث القارة الإفريقية عن أدوات جديدة لتوحيد المواقف داخل المؤسسات الدولية، خاصة مجلس الأمن، و الجزائر، بخبرتها التاريخية في الدفاع عن قضايا التحرر ومناهضة الاستعمار، وظّفت رصيدها الدبلوماسي لتقديم منصة حوار إفريقية قادرة على تجاوز الانقسامات الداخلية، و هو ما وضعها في موقع القيادة داخل الاتحاد الإفريقي.
و بذلك يبرز دور الجزائر كقاطرة دبلوماسية تقود القارة نحو بناء فضاء آمن وموحد و إعادة الاعتبار للصوت الإفريقي ، فالجزائر لطالما لعبت دورا محوريا في دعم حركات التحرر الإفريقية، ما يمنحها مصداقية خاصة، و عبر مسار وهران، أصبحت الجزائر قادرة على التأثير في مواقف الدول الإفريقية داخل مجلس الأمن، ما يعزز وزنها في النظام الدولي، و بفضل الجزائر وحّد الصوت الإفريقي و أعيد الاعتبار للقارة .
مسار وهران يمنح إفريقيا فرصة لإعادة التوازن في علاقاتها مع القوى الكبرى، و هو شاهد على قدرة الجزائر الجمع بين الذاكرة التاريخية والفاعلية الدبلوماسية، و هو دليل على أن الدبلوماسية الجزائرية قادرة على أن تمنح إفريقيا منبرا موحدا و صوتا واحدا.
