وطني
الإجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز: الوفد الجزائري يرد على تصريحات وزير خارجية النظام الانقلابي في مالي

وأج
مارس الوفد الجزائري حق الرد على تصريحات وزير خارجية النظام الانقلابي في مالي الموجهة ضد الجزائر، خلال الاجتماع الوزاري ال19 لحركة عدم الانحياز اليوم الأربعاء بعاصمة أوغندا، كمبالا.
لقد تجرأ أحد أبواق الطغمة العسكرية التي تعيث فسادا في مالي على إطلاق جملة من الملاحظات ضد الجزائر، وهي الملاحظات التي بقدر ما هي مسيئة، تظل عارية من كل أساس.
ولعله كان من الأجدر أن تقابل هذه الملاحظات بالصمت المحتقر الذي تقتضيه وتستحقه. فهي لا تعدو أن تكون محض أكاذيب فاضحة وافتراءات مكشوفة لا تتكلف حتى عناء التستر بغطاء المصداقية أو المعقولية. وفي الواقع، فإن الانقلابيين في باماكو صاروا ينشرون الأكاذيب والافتراءات بذات الوتيرة التي تتسارع وتتكاثر بها خيباتهم وانتكاساتهم.
غير أن هذه الهيئة الموقرة لها الحق، كل الحق، في أن تطلع على ما يجري حقيقة في مالي، وهي ذات الحقيقة التي يسعى الانقلابيون جاهدين إلى التستر عليها وإخفائها.
ففي مالي، تحكم طغمة عسكرية أقدمت على تغيير غير دستوري، جر عليها العزلة والإقصاء من قبل الاتحاد الإفريقي. وهذه الطغمة لا يشغلها سوى هاجس واحد ألا وهو التبرؤ من إخفاقاتها التي لا تحصى، وإلقاء تبعاتها على الغير. إنها الاستراتيجية القديمة ذاتها، استراتيجية كبش الفداء، التي أعاد انقلابيو باماكو إحياءها دون أن يحرزوا في مسعاهم هذا أي نجاح يذكر.
وكل من في جوار مالي، بل وفي أرجاء القارة الإفريقية قاطبة، يشهد على ذلك: لقد جلبت هذه الطغمة الشؤم على مالي. فهي أصل البلاء وسبب الشقاء والمسؤولة الوحيدة عما جرته شهيتها النهمة إلى السلطة من كوارث على هذا البلد الشقيق، سواء تعلق الأمر بالاضطرابات الأمنية أو بغياب الاستقرار أو بالتقهقر الاقتصادي والاجتماعي إلى مستويات غير مسبوقة.
هذا هو الواقع في مالي ولا شيء سواه. أما ما عدا ذلك، فليس إلا مناورات وذرائع تضليلية تصدر عن طغمة لا تجيد ولا تحسن التقدير وهي الطغمة التي لم تعد ألاعيبها وافتراءاتها تنطلي على أحد.