Capdz بالعربي

أمسية فكرية بدار الثقافة زدور ابراهيم بوهران إحياء لليوم الوطني للهجرة

جميلة.م
شهدت دار الثقافة والفنون لولاية وهران، أمسية السبت ، ندوة فكرية متميزة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للهجرة، الذي يخلد ذكرى مجزرة 17 أكتوبر 1961، حين خرج آلاف الجزائريين في مظاهرات سلمية بفرنسا للتنديد بالاستعمار والمطالبة بالاستقلال، فواجههم النظام الاستعماري بقمع وحشي خلدته الذاكرة الوطنية كواحدة من أبشع الجرائم المرتكبة في حق الجالية الجزائرية بالخارج.
 حيث نشط الدكتور حسين يخطار، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة مستغانم، ندوة فكرية قيمة سلط من خلالها الضوء على نضال المهاجرين الجزائريين في الخارج، ودورهم الفعال في دعم الثورة التحريرية، سواء من خلال تنظيم المسيرات والمظاهرات، أو عبر جمع التبرعات وشرح القضية الجزائرية في المحافل الدولية، وكذا فضح ممارسات الاستعمار أمام الرأي العام العالمي.
 
و خلال الفعالية أبرز الدكتور حسين كيف شكل المهاجرون، خاصة في فرنسا، جبهة ثانية للنضال إلى جانب المجاهدين في الجبال، حيث كانت لهم مساهمة كبيرة في تعبئة الدعم المادي والمعنوي للثورة، كما تحدث عن دور جبهة التحرير الوطني في تنظيم الجالية الجزائرية وتعبئتها سياسيا، رغم التحديات والرقابة الشديدة من طرف الشرطة الفرنسية.
 
الأمسية شهدت أيضا تكريما للفائزين في المسابقة الفكرية المنظمة من طرف دار الثقافة، والتي خصصت لتلاميذ الطور المتوسط، حيث شارك فيها عدد كبير من التلاميذ من مختلف المؤسسات التربوية، وعبروا من خلالها عن وعيهم بالتاريخ الوطني وتقديرهم لتضحيات الأجيال السابقة. وقد تم توزيع جوائز رمزية وشهادات تقديرية على الفائزين، وسط أجواء احتفالية طبعتها الوطنية والاعتزاز بالانتماء.
كما نوه القائمون على النشاط بأهمية ترسيخ مثل هذه المناسبات في وجدان الأجيال الصاعدة، لما لها من دور في تعزيز الهوية الوطنية وربط الشباب بتاريخهم المجيد، مؤكدين أن إحياء ذكرى 17 أكتوبر هو واجب وطني يقتضي الحفاظ على الذاكرة الجماعية واستحضار تضحيات المهاجرين الذين لم يبخلوا في تقديم أرواحهم في سبيل حرية الوطن.
واختتمت الأمسية بتقديم مقتطفات شعرية وأناشيد وطنية أداها بعض التلاميذ المشاركين، لترسيخ معاني الفخر والانتماء، في جو مفعم بالوفاء لتاريخ مشرق سُطر بالدم والتضحيات.