Capdz بالعربي

من نار الثورة إلى نور النصر… تضحيات لا تنسى 

م ر 
تحتفي الجزائر يوم السبت بالذكرى ال 71  لاندلاع الثورة الجزائرية المصادف ليوم الفاتح من نوفمبر ، إذ يحتفل الشعب الجزائري بهذه المناسبة في كنف جزائر جديدة سيدة منتصرة.
في مثل هذا اليوم من عام 1954، دوّى صوت أول رصاصة معلنا بداية ملحمة التحرير التي غيّرت مجرى التاريخ، و كانت الثورة الجزائرية أكثر من مجرد مقاومة مسلحة، كانت صرخة شعب قرر أن ينتزع حريته من بين أنياب استعمار دام أكثر من 130 عامًا.
و كانت الثورة طريقا مفروشا بالدماء والدموع ، أكثر من مليون ونصف شهيد ارتقوا في سبيل الوطن، وملايين المهجّرين والمعتقلين والمحرومين من أبسط الحقوق، نساء حملن السلاح، أطفال كبروا في الملاجئ، وشيوخ صمدوا في وجه القهر.
كانت الجزائر كلها ثائرة، من الجبال إلى المدن، من الريف إلى السجون، كانت الجزائر و الجزائريون بالمرصاد لمستعمر غاشم نكل و عذب و قتل ، شعب أبي مخلص وفي ، وقف في وجه الاستعمار الفرنسي و دافع عن الوطن بكل ما أوتي ، و حمل هامات المجد لواء الذود عن الجزائر ، و فدوا بالروح أراضيها ، و فجروا ثورة يشهد لها التاريخ و صنعوا مجد النصر و الحرية.
في 5 جويلية 1962، تنفّس الشعب الجزائري أول نسمة حرية، و بدأت تشق طريقها نحو التقدم، مستندة إلى إرث الثورة وروح التضحية، و  اليوم، وبعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال، تقف جزائر الشهداء على أعتاب مرحلة جديدة ، هي مرحلة الجزائر السيدة المنتصرة ، جزائر داع صيتها و علا صوتها صوت الحق و العدل في المحافل الدولية و الإقليمية ، جزائر عرفت تطورا في كل المجالات و صارت تنافس الدول المتقدمة ، جزائر بات يحسب لها ألف حساب .
“الجزائر الجديدة” ليست مجرد شعار سياسي، بل رؤية تتطلع إلى دولة قوية، عادلة، شفافة، ومزدهرة، شبابها أكثر وعيا، ونساؤها أكثر حضورا ومؤسساتها تسعى نحو الإصلاح،  ورغم التحديات فإن روح نوفمبر لا تزال تنبض في قلوب الجزائريين.
ثورة التحرير المجيدة لم تكن حدثا عابرا بل كانت ولادة وطن، وجزائر اليوم، رغم كل التحولات، لا تزال وفية لدماء شهدائها، فكل خطوة نحو التقدم هي امتداد لتلك الرصاصة الأولى وكل حلم يتحقق هو انتصار جديد في معركة لم تنتهِ بعد.