جميلة.م
دعا مختصون بجامعة وهران 2 محمد بن أحمد خلال فعاليات الملتقى الوطني لهجين الموسوم بعنوان “الاتجاهات المعاصرة في دراسة ظاهرة المخدرات بين الشباب: مقاربة متعددة التخصصات”، المنظم من طرف مخبر استراتيجيات السكان والتنمية المستدامة، فرقة بحث الشباب والأسرة والصحة الإنجابية بقسم علم الإنسان التابع لكلية العلوم الاجتماعية، الى ضرورة إنشاء مراكز إصغاء داخل الجامعات، تكون فضاء آمنا وسريا يتيح للطلبة التعبير عن مشاكلهم النفسية والاجتماعية بعيدا عن الأحكام المسبقة، مما يسهم في الوقاية من الإدمان والتدخل المبكر لمعالجته.
وقد شددت الأستاذة ليلى بودية، رئيسة قسم علم السكان، في كلمتها الافتتاحية، على أهمية هذه المبادرة في مكافحة الظاهرة قائلة إن “الاستماع إلى الطالب هو أول خطوة نحو فهم أسباب الإدمان وإيجاد حلول واقعية تتناسب مع خصوصية الوسط الجامعي”.
وأضافت بودية، أن الظاهرة لا يمكن معالجتها من زاوية طبية أو نفسية فقط، بل تستدعي مقاربة متعددة التخصصات تشمل علماء الاجتماع والنفس والتربية والإعلام والصحة، مؤكدة أن المجتمع بمختلف أطيافه يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في محاربة الإدمان، سواء عبر التوعية الأسرية أو عبر دعم المؤسسات التعليمية في أداء دورها الوقائي.
وأوضحت أن بعض الدراسات الميدانية أظهرت أن عددا من المدمنين من الطلبة يعيشون ضغوطا أسرية أو اقتصادية أو نفسية تجعلهم عرضة للهروب نحو تعاطي المخدرات.
ودعت الأستاذة إلى تنسيق الجهود بين مراكز الإصغاء الجامعية ومراكز معالجة الإدمان، من أجل تحقيق تكامل فعال في التكفل بالشباب. وأشارت إلى أن المراكز العلاجية الموجودة حاليا بوهران غير كافية، بل يصعب على الشباب البسيط الولوج إليها بسبب التعقيدات الإدارية أو نقص الإمكانات.
وأضافت أن فريقها البحثي قام بزيارة ميدانية مع الطلبة إلى أحد هذه المراكز بغرض التربص، إلا أنه لم يتم استقبالهم، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه محاولات التكفل بالمصابين بالإدمان.
وقد جمع الملتقى نخبة من الأساتذة والباحثين والخبراء لمناقشة ظاهرة الإدمان المتفاقمة في أوساط الشباب، وبخاصة في البيئة الجامعية، واقتراح حلول عملية للحد من انتشارها.
حيث دعا عدد من الباحثين إلى تعزيز البرامج التوعوية داخل الجامعات وتنظيم ورشات حوار بين الطلبة والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، معتبرين أن فتح قنوات الإصغاء هو السبيل الأمثل لاكتشاف الحالات في مراحلها الأولى قبل تفاقمها.
كما شدد المتدخلون على ضرورة إشراك الأسرة في عملية العلاج، باعتبارها الحلقة الأقرب إلى الشاب، مؤكدين أن غياب التواصل الأسري غالبا ما يكون الشرارة الأولى للإدمان.
كما اجمع المختصون على ضرورة تكوين أخصائيين نفسيين واجتماعيين داخل المؤسسات الجامعية، و أهمية التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني لتطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج، والاستفادة من التجارب الناجحة لدول أخرى في الحد من انتشار المخدرات.