جميلة.م
دعا مختصون خلال اليوم التكويني لفائدة اطباء نفسانيين ينشطون في مجال الصحة المدرسية بوهران إلى تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرتي التنمر والعنف في الوسط المدرسي وذلك في اطار الانشطة التوعوية التي تشرف عليها جمعية بنات الخير.
وقد شكل هذا اللقاء، فضاء للنقاش وتبادل الخبرات حول سبل الوقاية والتكفل بالحالات المسجلة داخل المؤسسات التربوية بما يضمن حماية صحة الاطفال النفسية وخلق بيئة تعليمية امنة.
وشهد اليوم التكويني، مداخلات علمية ركزت على الأسباب النفسية والاجتماعية للتنمر المدرسي وانعكاساته السلبية على التحصيل الدراسي والتوازن النفسي للتلميذ.
كما تم التطرق الى دور الأخصائي النفساني في الكشف المبكر عن السلوكات العنيفة ومرافقة الضحايا نفسيا واجتماعيا بالتنسيق مع الادارة التربوية والأولياء.
وفي هذا السياق، دعا الدكتور نصر الدين رايس الى ضرورة تعزيز التنسيق بين مسؤولي قطاع الصحة والمجتمع التربوي والعائلات مؤكدا ان العلاقة الوطيدة بين هذه الاطراف الثلاثة تعد حجر الأساس في حماية الطفل. واشار الى ان الطفل عندما يشعر باهتمام حقيقي بصحته العقلية ورفاهيته داخل المدرسة يصبح أكثر أمانا وقدرة على الاندماج الايجابي.
وأضاف، أن هذا التنسيق يجب ان يكون دائما ومنظما وان يترجم الى اجراءات عملية داخل المدارس من خلال برامج وقائية وحصص تحسيسية ومرافقة نفسية مستمرة.
من جهتها حذرت الدكتورة النفسانية بوحدة الكشف والمتابعة للصحة المدرسية المقراني التابعة للصحة الجوارية بوعمامة بالطب الوقائي ” اجووت فريدة ” .
من تزايد حالات التنمر المسجلة خلال الفصل الاول من السنة الدراسية. وكشفت ان الوحدة سجلت سبع حالات تنمر تم التكفل بها نظرا لما خلفته من تاثيرات نفسية متفاوتة على الضحايا. واكدت ان هذه الحالات تعكس فقط ما تم التبليغ عنه مشددة على ان الصمت قد يخفي أرقام أكبر.
ودعت المتحدثة الاولياء الى لعب دورهم كاملا من خلال الانصات لاولادهم وملاحظة التغيرات السلوكية التي قد تشير الى تعرضهم للتنمر او العنف. كما حثتهم على التوجه الى المصالح المعنية والابلاغ عن اي حالة لضمان التدخل السريع وحماية الطفل من مضاعفات نفسية قد تمتد على المدى الطويل.
وفي ختام اليوم التكويني، أجمع المشاركون على أن مواجهة التنمر والعنف في الوسط المدرسي مسؤولية جماعية تتطلب وعيا مجتمعيا وتدخلا مبكرا تشارك فيه الاسرة والمدرسة وقطاع الصحة والمجتمع المدني. واكدوا ان الحفاظ على صحة الاطفال النفسية وضمان بيئة مدرسية امنة يشكلان شرطا اساسيا لبناء جيل متوازن قادر على التعلم والابداع والاندماج الايجابي في المجتمع.