مزاد... كاب ديزاد

فرنسا… راح الغالي راح!

“ينتظرون أوامر فرنسا”، “حتى تعطيهم الضوء الأخضر ماماهم فافا”، وغيرها من العبارات التي تم ترديدها في عهدات حكم سابقة، لكن بعد حراك 22 فيفري 2019 من بدأت قواعد اللعبة تتغير، ومعسكر الرعب يغير موقعه.

فقد رفع الحراك شعارات عديدة، تتقاطع جميعها في نقطة إجماع الحراكيين على ضرورة التحرر التام من فرنسا، وجاءت انتخابات 2019/12/12، فكان قرار مغاير في التعامل الديبلوماسي الخارجي مع فرنسا رأسا. فبدأت أصابع اليد الفرنسية في الاضمحلال تدريجيا، بعد اتخاذ القيادة الجزائرية شعار “الند للند” مبدأ رسميا في تعاملها. استمرت العلاقات بين البلدين، وفي كل مرة تقوي الجزائر من جرعة مصالحها الخاصة على حساب إرضاء الطرف الفرنسي، فبدأت تضيق فجوة الاستغلال الوحشي الفرنسي لمختلف الاتفاقيات بينما تتسع زاوية المصالح الشخصية الجزائرية ومردود تلك الاتفاقيات مع فرنسا. وحين شعرت فرنسا بالخطر وبدأت تتأكدت أن نهاية استغلالها للجزائر تقترب، حاولت تدارك الوضع، لكن لم ولن يحدث ما ترغب به، لسبب بسيط، وهو أن الجزائر بها رجال، أولياتهم الجزائر ثم الجزائر ثم الجزائر وبعدها أنفسهم، فبدؤوا يقطعون الزوائد التي تعود بالخيبات على الجزائر.
وقد سبق وزار الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” الجزائر وتم إمضاء اتفاقيات عديدة، لكن رغم إصرار الجزائر على استرجاع أرشيفها وذاكرتها وجماجم شهدائها، إلا أن فرنسا بقيت تصر على تصرفاتها “البهلوانية”، ولجس نبض الجزائر، وجهت دعوة إلى الرئيس الجزائري لزيارتها رسميا، لكنها لم تشتغل على تلبية طلبات الجزائر في برنامج الزيارة، فلم يكن من الرئيس “تبون” إلا وضع برنامج زيارة فرنسا على رف “مهلة للتفكير” بقاعة الانتظار، ومضى إلى القيام بزيارات دولية عديدة، سمحت بجلب عديد الاتفاقيات والمعاهدات التي تسمح بإنشاء استثمار حقيقي بالجزائر، وكذا تبادل الخبرة والتكوين، على غرار إيطاليا، روسيا، الصين…
وخلال حديثه إلى ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، فاجأ رئيس الجمهورية الجميع وهو يؤكد أن الزيارة الرسمية إلى فرنسا لازالت قائمة، لكن عديد النقاط لم يتم التوصل إلى التفاهم بشأنها، لازالت عالقة، وهي النقاط التي تؤجل زيارته إلى فرنسا، وأضاف الرئيس أن زيارة الدولة لا تعني التفسح بجادة الشانزيلزيه، بل باتفاقيات ومعاهدات تجلب الفائدة للجزائريين.
هو تصريح جعل الجزائريين يرددون “باي باي فرنسا، راح الغالي راح”.
بقلم: وردة. ق
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق