الوالي يفضح مخطط صحراء قاحلة بجبل مرجاجو: إصفرار “مشبوه” يُهدّد أقدم قمّة تاريخية بوهران

ح/نصيرة

“ولا أحد أثار أنه يجب فتح تحقيق فيما يحصل في غابة مرجاجو … غابة صفراء… يريدونها صحراء قاحلة حتى يديرو واش يحبو”، كان هذا تصريح والي وهران أمام العلن خلال لقاء المجتمع المدني مؤخرا، حول الوضع المريب الذي لحق بغابة مرجاجو السياحية التي تحكي تاريخ وهران العريق في دفاتر تعود إلى عهد احتلالها من الإسبان بين عامي ( 1577-1604).

والي وهران السعيد سعيود، أشار ملف ثقيل يتعلق بسفح جبل مرجاجو،يتعرض إلى محاولات الإستلاء أو التوسع على حساب الغابي رغم الإجراءات العقابية المشددة المنصوص عليها قانونا، وتطرق المسؤول التنفيذي إلى هذا الملف الذي أبدا ضمنيا بأنه شائك ويثير قلقه لأن اللون الأصفر بالغابة لا يطمئن على الإطلاق، غير أنه بصريح العبارة قال: ” لا نعلم لماذا هي صفراء إن كان هذا بفعل فاعل أم لا ؟ اليد البشرية لديها دور…يريدونها صحراء قاحلة”.

وبالفعل فإن بارونات العقار التي تنشط بعاصمة الغرب تحت الظل، لم تترك لا أخضر ولا يابس، إلا وجشعت للاستيلاء عليه، كما أن المحيط الغابي بوهران لا يشكل استثاءً في نشاط بقايا العصابة التي استهدفت محيط غابي تاريخي يشهد لاتاريخ على معالمه.

وتحقيقات ستكون كافية للرد على أسرار اللون الأصفر إن كان هناك من تعمد رشها بمواد سامة، لتقتل الشجرة من الجدور، ولا تعود اليها الحياة.

وغابة وهران تعد إرثا طبيعيا خلابا يلفت الزائرين للولاية، وهي واجهة خضراء تمثل أعلى سفح تاريخي يشع منظره حيث كان ويستمتع به الوافدين، بات اليوم مهددا ويقلق مسؤولين في ما آل إليه، وإن كان هذا لفعل فاعل من المؤكد أنه سيكشف عن حقائق، خاصة وأن الأطماع راجت في ظرف سابق حول محاولة جهات منذ سنوات سابقة في تحويل جزئه إلى تعاونية وآخرين لخلق مشروع المنتجع السياحي و”البرموسيونال”.

ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا والسر الغامض، يتغمّق ليلحق تأثير على غابة مرجاجو التي يهددها الإصفرار، بعدما كانت خضراء في طبيعتها، وهو وضع يتطلب كذلك إنقاذ الثورة التاريخية بكل ما هو متاح بإشراك مختصين وجيولوجيين، وخبراء البيئة حفاظا على الكائنات الحية والتنوع البيولوجي لضمان تحقيق استدامة الموارد الطبيعية.

حيث تدل المؤشرات إلى خطور الوضع، لمدّ المافيا مخططهم الشيطاني إلى أشهر غابة، 

ويبلغ ارتفاع جبل مرجاجو 429.3م، ويعد من الجبال شامخة ويمثل  أقدم التضاريس الجزائرية، تعاقبت عليه حضارات، ولهذا يحض بشهرة كبيرة، حيث يضم معالم حضارية مثل قلعة سانتا كروز  وبوبته تنطلق من الحي العتيق سيدي الهواري العتيق.