منوعات
مرض الشرايين يتقدم السرطان ويقتل 70% سنويا بالجزائر في ظل انعدام التكفل الطبي

دعا المشاركون الجزائريون في الملتقى الدولي 12 لجراحة الشرايين السلطات الوصية إلى الاهتمام بمرض الشرايين والتوجه إلى إنشاء مراكز علاج مرضى الأوعية والشرايبن، ورفع عدد الأطباء الاخصائيين حتى يتم التكفل بهذا المرض الذي ينخر أجساد المصابين في صمت، في ظل وجود مركزين فقط أحدهما بمستشفى أول نوفمبر بوهران والثاني بأبي اسماعيل بتيبازة.
وأضاف البروفيسور “نجيب أبو عياد” رئيس جمعية جراحة الشرايين والأوعية بوهران، رئيس مصلحة الأوعية الدموية السابق في المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر على هامش أشغال الملتقى الدولي 12 لجراحة الشرايين، ان الجزائر تشهد تطورا رهيبا في ارتفاع عدد مرضى الشرايين، حيث تسجل سنويا 400 مليون مصاب بمرضى السكري المؤدي لتصلب الشرايين وانسداد بعضها، وكذا انتفاخ الوريد الرئيسي للقلب الذي يأتي على رأس الأمراض التي لا يتم التحكم فيها ويموت المريض مباشرة. في حين بلغ عدد مرضى الضغط 11 مليون مصاب، فقد أصبح مرض الشرايين يقتل سنويا حوالي 70% وبهذا أصبح يحتل المرتبة الأولى في سبب الوفيات قبل السرطان.
مردفا أن الطاقم الطبي يعاني من نقص المراكز المختصة في الجزائر، أحدهما ببوسماعيل والآخر بالمؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بإيسطو، هذا النقص الرهيب يشكل عائق كبير للطاقم الطبي الذي لا يستطيع حسبه أن يتكفل بهذا الكم الهائل من المرضى، فمركزين عدد قليل جدا مقارنة بعدد الاصابات الذي كل سنة يسجل أرقام مخيفة. وأضاف أن عدد الأطباء الجراحين للشرايين في الجزائر لا يتجاوز 30 طبيبا، فمشكل المراكز القليلة ينجر عنه مشكل المراكز المكونة، التي تكون أطباء جراحين أكفاء، مما يخلق أزمة كبيرة في التكفل الأمثل بهذه الفئة، بفعل انعدام مراكز التشخيص.
وكشف البروفيسور “أبوعياد” أن 40 مليون جزائري لا يؤطرهم سوى 20 طبيبا أخصائيا للجراحة القلبية و30 أخصائيا فقط لجراحة الأوعية.
من جهتها، ذكرت “بوزيان ليلى” رئيسة مصلحة جراحة الشرايين في مستشفى أول نوفمبر أن الجزائر تفتقر للمراكز المختصة بجراحة الشرايين فمركزين يتكفلان بهذا المرض قليل جدا لبلد بحجم قارة، باعتبار أنه لا يوجد مراكز في الشرق والجنوب، ما يسجل ضغطا رهيبا على هذين المركزين، فأصبح المركز يستقبل حوالي 80 مريضا يوميا، في حين أن المستشفى سعة استيعابه لا تتعدى 30 سريرا، فيضطر المركز لمعالجة الحالات الاستعجالية على حساب الحالات الأخرى، ما ينتج عنه ضغطا كبيرا على الطاقم الطبي بالدرجة الأولى، واشارت أن عدد الأطباء المختصين في الشرايين قليل جدا، مقارنة بالعدد الهائل للمرضى. وعرجت هي الأخرى على مشكل نقص الأطباء الجراحين المختصين بجراحة الأوعية، ودعت إلى ضرورة إنشاء مراكز جديدة تتكفل بهذه الفئة من المرضى، في مناطق مختلفة في الجزائر، على غرار المناطق الشرقية والجنوبية التي تنعدم فيها كليا.
يذكر أن الملتقى الدولي 12 لجراحة الشرايين، نظمته مصلحة جراحة الشرايين للمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 لوهران برئاسة البروفيسور “بوزيان ليلى”، يومي 03 و04 ديسمبر 2022 على مستوى نزل الباي (شيراتون سابقا) بالتنسيق مع جمعية جراحة الشرايين لوهران، حيث شهد مشاركة نخبة من الأساتذة والمختصين في جراحة الشرايين من الجزائر ومن دول أجنبية منها تونس مصر فرنسا بلغاريا وإيطاليا. تطرق خلاله المشاركون إلى عدة محاور، تناولت في مجملها أهم المواضيع في طب الشرايين، وتمدد الشريان الأبهري والشرايين السباتية، والشرايين الطرفية، والقدم السكري، وأمراض الأوردة ودوالي الساقين، بالإضافة إلى مواضيع أخرى، بما فيها الأمراض المرتبطة بالأوعية الدموية وعلاقتها بالأمراض الأخرى، على غرار أمراض الكلى وأمراض القلب ومرضى السكري. كما سيسلط الخبراء والمختصين الضوء على الآثار الناجمة عن فيروس كورونا وتأثيره على تجلط الأوعية الدموية وانسداد الشرايين. وهو ما جعل الدكتور “عماد خليفة” رئيس قسم جراحة الشرايين بمستشفى سفاقص بتونس يشيد بالملتقى الذي دأب على الحضور إليه، معتبرا أياه فرصة لتبادل الخبرات واكتشاف التقنيات الجديدة في العلاج، وهو ما ذهب إليه الدكتور “رشاد بيشارة” جراح أوعية دموية بمصر حول أهمية المؤتمر وما يضيفه للأطباء والدكاترة المشاركين في تبادل الخبرات والمعلومات للرقي بعلاج فعال للتقليل من نسبة الوفيات والتكفل الأمثل بالمرضى.
يشار إلى أن الملتقى يشهد تنظيم 4 ورشات تكوينية وتدريبية موجهة إلى الأطباء المقيمين، حول الفحص بالموجات فوق الصوتية “دوبلر” والعلاجات الخاصة بأمراض الشرايين والأوردة.
جميلة/متربصة