وهران
الملحقة الإدارية لعدل مسرغين بوهران: إدارة صغيرة بخدمات كبيرة

جميلة.م
تبرز الملحقة الإدارية المحلية في قلب القطب العمراني “أحمد زبانة” بعدل مسرغين بوهران، كنموذج حي للتفاني والعمل رغم التحديات. فمنذ افتتاحها سنة 2024، أصبحت هذه الملحقة الصغيرة محورا حيويا لخدمة أكثر من 35,000 ساكن، في منطقة تعرف توسعا عمرانيا متسارعا وطلبا متزايدا على مختلف الخدمات الإدارية.
ضغط سكاني متزايد يقابله طاقم محدود
و في هذا السياق كشف ” شني جيلالي ” ، عون رئيسي للادارة الاقليمية بذات الملحقة في تصريح لكاب ديزاد، أن الملحقة تستقبل يوميا ما يزيد عن 200 مواطن في الفترة الصباحية و اكثر من 400 مواطن طيلة اليوم، رغم صغر حجمها وقلة إمكانياتها البشرية والمادية. وبفضل جهود الطاقم العامل فيها، تواصل هذه المصلحة تلبية احتياجات السكان اليومية والمتزايدة، ضمن بيئة تعرف توسعا عمرانيا وسكانيا متسارعا
كما أشار أن القطب العمراني أحمد زبانة، عدل مسرغين هو أحد أكبر المشاريع السكنية في ولاية وهران، حيث يقدر عدد السكان فيه بأكثر من 35,000 نسمة، ومع ذلك لا تتوفر سوى على ملحقة إدارية واحدة لخدمتهم. وبحسب ما أفاد به فإن الضغط اليومي بات يفوق قدرة الملحقة الاستيعابية، لا من حيث المقر، ولا من حيث عدد الموظفين.
و أضاف، رغم محدودية الموارد البشرية والمادية، فالملحقة تضم فقط 6 موضفين،، يواصل طاقمنا العمل بوتيرة عالية لتلبية احتياجات المواطنين اليومية، ما يجعلها واحدة من أنشط الإدارات على مستوى ولاية وهران.
تزايد الطلب بسبب التسجيلات والمنح والسكنات التكميلية
و يتم استخراج أكثر من 500 ملف يوميا في بعض الفترات، خاصة خلال المواسم الإدارية الحساسة، مثل الدخول المدرسي أو فترات توزيع المنح، حسب شهادات السكان، يعملون بتفانٍ، وغالبا ما يضطرون للبقاء حتى الساعة السادسة مساء في بعض الأيام، حرصا على خدمة المواطنين بأفضل شكل ممكن.
و من الأسباب التي رفعت وتيرة الضغط على الملحقة، حسب ما أكده رئيس المصلحة، فترة الدخول المدرسي لسنة 2025، حيث يتطلب الأمر معالجة ملفات تتعلق بشهادات الإقامة، عقود الميلاد، وملفات التسجيل المختلفة للأطفال. كما تضاف إلى ذلك ملفات عدل 3 التي شهدت خلالها الملحقة ضغط رهيب .
وما يزيد الوضع تعقيدا هو البرنامج التكميلي للسكن، الذي يضم أكثر من 2800 وحدة سكنية، يجري التهيئة لها أو يجري العمل على ملفات سكانها.
كما تم معالجة ما يربو عن 400 ملف فيما يخص منحة 5000 ذج لتلاميذ القطب العمراني و في ظل هذا الوضع، يضطر المواطنون إلى الوقوف في طوابير طويلة، وقد تتجاوز مدة الانتظار ساعات، خاصة مع اقتراب المواعيد النهائية لبعض الملفات الحساسة. ورغم كل هذا، يواصل الموظفون تقديم الخدمة، دون أن تسجل حالات تعطيل كبيرة أو توقف عن العمل.
دعوات إلى توسعة إدارية وتوفير ملحقة جديدة
وحسب نفس المصدر، الوضع الحالي للملحقة الإدارية في مسرغين يضعها في موقف صعب، فهي تحاول جاهدة تلبية طلبات السكان، لكن الحجم المتزايد للملفات وعدد السكان يفرض واقعا جديدا يتطلب تدخلا مباشرا من السلطات المحلية والولائية.
وفي هذا الإطار، دعا المواطنون ، إلى ضرورة فتح ملحقة إدارية ثانية لتخفيف الضغط على المواطنون و الموظفون في أن واحد .
و أكدو أن إنشاء مقر جديد سيكون خطوة حيوية نحو تحسين الخدمة وتوفير بيئة عمل مريحة للموظفين، وبيئة استقبال لائقة للمواطنين. كما أنه سيسهم في تقليص مدة الانتظار، وتحسين جودة الخدمات الإدارية المقدمة لسكان القطب العمراني.
كما ناشد السكان بدورهم السلطات العليا في الولاية بالنظر في هذا المطلب المشروع، الذي سيخدم ليس فقط ساكنة عدل مسرغين، بل كل الأحياء المجاورة التي تلجأ لنفس المرفق الإداري.
في بعض الأحيان، حسب ما أفاد به بعض المواطنين، يتم استقبال السكان إلى ما بعد الساعة السادسة مساء، وقد يستمر العمل إلى حين تلبية الملفات العالقة، وهو ما يبرز الحاجة الماسة لتوسعة الطاقم الإداري أو على الأقل تحسين ظروف العمل عبر التهيئة والتجهيز.
فرغم قلة الموارد البشرية وضيق المقر، إلا أن الملحقة الإدارية بعدل مسرغين تمثل نموذجا للمرفق العمومي الفعال، بفضل التزام موظفيه واستعدادهم للتضحية من أجل أداء واجبهم. ومع ذلك، فإن الواقع الحالي لا يمكن أن يستمر دون دعم حقيقي من الجهات الوصية، بإنشاء مقر جديد، و تدعيم الطاقم البشري بأعوان وموظفين إضافيين.
فالقطب العمراني أحمد زبانة لا يزال في طور التوسع، ومن المنتظر أن يضم آلاف السكان الجدد خلال السنوات القليلة القادمة، لاسيما و انه سيضم عدل 3 ، وهو ما سيزيد من حجم الضغط الإداري. لذلك، فإن الاستعداد من الآن بتوسيع الخدمات الإدارية وتوزيعها بشكل عقلاني سيكون أفضل استثمار في تحسين نوعية الحياة للمواطن.
وتبقى الرسالة التي وجهها رئيس المصلحة واضحة: “نحن هنا لتلبية طلبات المواطنين، لكننا بحاجة لمن يساندنا في هذه المهمة“.


