منوعات

كوكبات نجمية لا تراها إلا في فصل الخريف

يأتي الخريف ليزيّن الطقس ببعض من الهدوء، خاصة بعد فترة من الحرارة الشديدة، وكانت العرب قديما تفرح في تلك الفترة من العام (ما بين أوت وسبتمبر) بظهور أحد النجوم وهو “سهيل”، وقد أطلقت على هذا النجم لقب البشير اليماني، لأنه يبشر بانكسار الحرارة.

وفي الخريف، هناك مجموعة من الكوكبات النجمية البديعة، التي يمكن لك يوميا أن تراها بعينيك لامعة عند المساء، والكثير من نجوم هذه الكوكبات ذو اسم عربي في الأطالس النجمية المعاصرة.

عرف الآن أن الدبران ما هو إلا نجم عملاق أحمر في نهاية حياته وهو ألمع نجوم كوكبة الثور، ولو كان هذا النجم بحجم كرة قدم لكانت الشمس بحجم حبة بازلاء مثلا، أما الثريا فهي عنقود من نجوم صغيرة السن لا تزال في أول حياتها، يمكن أن تراها قريبة من الدبران في شكل مجموعة من النجوم الخافتة، التي تشبه خطاف أو كنكة صغيرة.

أما نجم الكف الخضيب في كوكبة ذات الكرسي فله حكاية مثيرة للانتباه، حيث تخيلت العرب قديما أن الثريا فتاة جميلة لها كفان، الكف الجذماء والكف الخضيب، أي المخضب بالحناء، والأخيرة طويلة أو مبسوطة تمر عبر نجوم كوكبة حامل رأس الغول ووصولا إلى نجوم ذات الكرسي، التي تصورها العرب كأصابع الفتاة والحناء على يديها، ومن هنا جاء اسم النجم.

هناك نجم آخر لافت للانتباه وذو اسم عربي يأتينا من كوكبة “حامل رأس الغول” هو الغول، وسمي أيضا “نجم الشيطان”، وكان نجما مرعبا لكل الحضارات تقريبا، لأنه “يغمز” لنا على الأرض، أي أنه يستمر في لمعان ظاهري ثابت لمدة يومين و20 ساعة و49 دقيقة، ثم ينخفض اللمعان بشدة لمدة 10 ساعات، ثم يعاود الكرة من جديد.

هنا تصور الناس قديما أن تلك هي عين الشيطان المرعبة التي “تغمز” لهم إنذارا بشرٍّ قريب. وبالطبع ذلك ليس حقيقيا، فالآن نعرف أن هذا النجم ينضم إلى النجوم المتغيرة، والتي يتغير لمعانها بنمط ثابت أو غير ثابت، أي أن ينتقل من درجة ألمع لدرجة أقل لمعانا كأنه يغمز.

أقرب نجوم ذلك المربع لحجم الشمس هو “السرة”، حيث يبلغ قطره مرتين ونصف قطر الشمس، ويشبه ذلك أن يكون “السرة” بحجم برتقالة والشمس بحجم حبة مشمش، يليه في الحجم نجم “المنكب”، ألمع نجوم هذا المربع، وسيكون بحجم ثمرة شمام صغيرة إذا ما قورن بما سبق من نجوم.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق