مزاد... كاب ديزاد
غزتنا… عزتنا!

بقلم وردة. ق
عمت أرجاء الجزائر شعارات المقاومة والدعوة لنصرة فلسطين وشعبها من براثين الكيان المحتل، في صرخة مدوية للعالم لرؤية ما يجري على الأراضي الفلسطينية بعين الواقع.
علت أصوات الجزائريين من الحدود إلى الحدود، في صوت واحد “انصروا فلسطين، فلسطين حرة مستقلة، فلسطين قضيتنا، لا أرض للفلسطينيين غير فلسطينهم، فلسطين الكرامة، فلسطين الشهداء…”، وغيرها من الشعارات التي عبرت عن الغضب الجزائري مما تتعرض له فلسطين من تخريب وهمجية صهيونية، أمام لاعدالة الغرب الظالم. وغطت الأجواء رايات فلسطين، التي رفعها الجزائريون، في تصرف ليس جديدا ولا غريبا على شعب، عقيدته فلسطين حرة مستقلة. وهي الميزة التي ينفرد بها عن غيره من الشعوب، ففلسطين أولويات الشعب والسلطة، وهو ما يردده رئيس الجمهورية علنا ويؤكد أمام الملأ أن الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة. ورغم اختلاف الرؤى والتوجهات، إلا أن القضية الفلسطينية وحدت الفكرة والصف، فقد خرج كل الجزائريين منادين بنجدة فلسطين، وقد بلغ حماسهم في الدفاع عن فلسطين درجة الدعوة لفتح الحدود وتسهيل مرورهم إلى الأراضي الفلسطينية، لأنهم مقتنعين بالجهاد والاستشهاد فرصة نادرة، لا ينالها الجميع.
الولايات ال58 وحدت كلمتها ولم تعلو كلمة عن كلمة فلسطين، مسيرات مليونية جابت الساحات والشوارع الكبرى، حتى الأحياء الصغيرة بالمناطق المعزولة، اهتزت على وقع أصوات الأطفال وحتى النساء، وجميعهم يرددون اسم فلسطين. الجزائريون لم يتظاهروا ليثبتوا مساندتهم المطلقة لفلسطين، لأن ذلك عقيدتهم، لكنهم تظاهروا ليضموا أصواتهم إلى أصوات كل الداعمين لفلسطين، ولتقديم دعم نفسي وحماس حربي إلى أبناء فلسطين، من أجل الصبر وبذل جهودهم، وتوحيد صفوفهم، واصطفافهم وراء هدف واحد ووهو استعادة الأراضي الفلسطينية المغتصبة من طرف الكيان المحتل، لاسيما وأن أبناء فلسطين يقوون عزيمتهم، ويشحذون همممهم وهم يسترجعون كفاح الجزائريين عندما خاضوا حرب التحرير المظفرة ضد أعتى دولة في العالم، وأجبروها على الجلوس إلى طاولة الحوار وإمضاء استقلال جزائرهم والخروج في إذلال بعد استعمار دام أكثر مت 130 سنة، في الوقت الذي لازال الفلسطيني يكافح لاسترداد حقوقه الطبيعية أولها أرضه المنهوبة، منذ 75 سنة، ويبقي قائمة الاستشهاد مفتوحة، دون تراجع أو يأس. والدليل هو زيادة إصرار للفلسطينيين على الثأر لأكثر من 60% طفل استشهد منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، من ضمن أكثر من 3500 شهيد و12 ألف مصاب، والجريمة التس يندى لها الجبين المتعلقة بهولوكوست مستشفى المعمداني، التي أودت ب500 شهيد، أزهقت أرواحهم في رمشة عين بهجوم صاروخي على المستشفى.
الجزائريون لم يتوانوا في التنديد بالعرب الذين لم يترددوا في التطبيع مع الكيان، ودعوهم إلى التراجع غن هذه العملية، لأنها لم تجلب لا الخير ولا الفائدة لشعوبهم أو العرب، وإنما كانت خطوة مذلة لهم، لم تجلب سوى الدمار والخراب. كما استغلوا خروجهم لدعوة الحكام العرب إلى توحيد الصفوف والكلمة لنصرة فلسطين لأنها القضية التي تعتبر شرفهم وكرامتهم، لاسيما وأن الغرب أعلنها علانية بأنه يدعم الكيان المحتل دون قيد أو شرط، بينما اعتبر الفلسطينيين ظالمين، في الوقت الذي تتعالى أصوات الهيئات الحقوقية للضغط على الكيان للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى داخل غزة، والتوقف عن قصف المدنيين العزل.
وتبقى فلسطين قضيتنا نفديها بدمائنا بعد أقلامنا.