مزاد... كاب ديزاد

فلسطين… وقمم السلام!

بقلم وردة. ق

انتفضت قمة السلام المنعقدة منذ يومين بالعاصمة المصرية “القاهرة”، دون تحقيق أية مرجوة، غادر الرؤساء والملوك كما جاؤوا، لا جديد في القرارات السياسية، مع استمرار الآلة العسكرية.
قمة السلام التي رفض بلد المليون ونصف المليون شهيد المشاركة فيها، وحذت حذوه تونس الشقيقة، كان واضحا للعيان متذ البداية أنها ستكون قمة لتبادل التحية دون اتخاذ قرارات مصيرية، في طليعتها توقف إطلاق النار أو هدنة مؤقتة. فقد كان البلدان (الجزائر وتونس) يعلمان أن من ساوى بين الجلاد والضحية لن تكون له القدرة على صياغة قرارات تخدم القضية الفلسطينية، وتؤكد حقيقة ما يجري على أرض الميدان من تقتيل وتنكيل بالشعب الفلسطيني، إلى جانب أخطر قرار اتخذه الكيان الصهيوني، وهو عمله على تهجير الفلسطينيين من أرضهم لاسيما سكان “غزة” إلى صحراء “سيناء” مصر، رغم المعارضة التي تبديها القيادة المصرية، والتي لم يتوان رئيسها “السيسي” في “اقتراح صحراء “النقب” إلى غاية القضاء على المقاومة الفلسطينية”. وهو ما أغاض الشعوب العربية، لأن المقاومة الفلسطينية بحاجة إلى دعم لتحرير الأرض الفلسطينية التي هي ملك للفلسطينيين.
مباشرة بعد انتهاء قمة السلام “الفاشلة”، وجه الكيان ضربة صاروخية لإحدى نقاط المراقبة على الحدود، وأصابت الجنود بها، لكنها اعتبرت ذلك لا يتعدى الخطأ، في حين ردت القيادة المصرية بليونة حتى أنها اعتبرت الاصابات لعناصرها خفيفة، وسكتت. لكن في ظل الظروف الفوضوية التي تسود العالم، والأحداث العسكرية المتزايدة بفلسطين، يحيل العقل إلى وضع عديد الفرضيات، منها أن قصف برج المراقبة المصري لم يكن خطأ بل تنبيها أو تحذيرا لها من الكيان، حتى تكون حذرة وهي تقود مبادرات السلام، وأنه في حال اتهمت عساكر الكيان الصهيوني بالمعتدي على الفلسطينيين وأرضهم، أو تساهلت مع المقاومة الفلسطينية أو دعمت حماس، فإنها لن تكون بعيدة عن هدف صواريخ الكيان.
لا يمكن للفرد العاقل أن يرى ما يحدث على أرض فلسطين وما يرافقه من تحرك دولي (الغرب يدعم الكيان والعرب يكتفون بالتنديد)، يقتنع مباشرة أن ما يحدث بغزة هو إبادة جماعية، يرافقها إرغام السكان بالقوة على مغادرتها دون رجعة، مع سياسة التجويع ومنع الوقود والكهرباء، يقابلها الدعم الغربي بالملموس بين بواخر عسكرية وحاملات طائرات أمريكي وبريطاني ومال وأدوية وطعام، في حين يبقى العرب ينتظرون بشاحنات المساعدة الإنسانية ينتظرون أمام معبر رفح، لتدخل شاحنتان أو حتى 7 شاحنات حسب مزاج الكيان، وتحت مراقبته ورغبته.
استشهاد أكثر من 500 شهيد فلسطيني في هولوكست مستشفى المعمداني في لحظة واحدة، وعدم نجاح أي قوة في ترهيب القاتل وردعه، يكشف ويؤكد أن هذا الكيان لا يعترف بالسلام، ولا يحسن فهم قواعده وعناصره. لا يصلح معه الحوار لأنه يدرك أن مقومات الحوار ليست في صالحه، لأنه المعتدي على الأرض وليس الضحية، لهذا هو يرد فقط بالسلاح والتقتيل والتنكيل.
خلاصة ما قيل، أن فلسطين تحتاج إلى الدعم الميداني، وجرأة وشجاعة عربية وإسلامية لنجدتها، أما قمم السلام فهي مجرد لقاء عابر للحكام ماداموا يساوون بسن الضحية والجلاد.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق