وهران

الحديقة المتوسطية مهددة بتحولها إلى “مناج- طوبوغو”: تكالب لطمس المساحات الخضراء بوهران

تحقيق: ح/نصيرة
تكاد الحديقة المتوسطية بعاصمة الغرب الجزائري، الواقعة على طول الواجهة البحرية الشرقية لولاية وهران، أن تفقد رونقها وجاذبيتها التي أنشئت لأجلها بسبب اختفاء تدريجيا المساحات الخضراء وتحولها إلى مساحات طينية جراداء ويابسة، بل أكثر منه يكاد من يزورها أن يصفها حديقة تسلية “ماناج” بدل الحديقة المتوسطية، بعد غزو ألعاب التسلية “طوبوغو” واحتلالها لمساحات خضراء شأنها شأن الإسمنت الذي اغتصب مساحة كبيرة بالحديقة المتوسطية مند 2018 ، لما كان التطرق آنذاك إلى تسجيل خروقات بالجملة على مستوى هذا الفضاء “التنزّهي” والذي لم تستطع السلطات المحلية أن ترقى به بعد إلى مصاف الحديقة بالمقاييس الدولية المطلوبة بعد أن بدأ الإسمنت بدل الخشب يغزوها من كل جانب طامسا المساحات الخضراء بحجة إنجاز مقاهي “كوفي شوب”، والفاست فود ومحلات آخرى.
 
عزاء ناشطين جمعويين بتحول الحديقة المتوسطية إلى مساحات طينية جرداء: أنقذوا طابع الحديقة 
وهو ما رصدته “كاب ديزاد” في تحقيق رافقت من خلاله ناشطين جمعويين، والمدافعين على البيئة بعاصمة الغرب، أثاروا في ملف الحديقة المتوسطية التي كان ولاة سابقين ينعتونها بحديقة “سيتادا” أو الحديقة المتوسطية، أثاروا من جهتهم الفشل الذريع في الحفاظ على أهم مكتسب لوهران، مساحات خضراء تحولت اليوم إلى مساحات طينية جرداء لا يبدو عليها أي منظر يوحي بالإجتهاد للحفاظ على اخضراراها أو سقيها بانتظام كما تفرضه أشغال البستنة، وجزء كبير من المساحة الكلية للحديقة المتوسطية إدا لم يكن عليه ألعاب “الطوبوغو” ملك خواص، فهي مجرد ارضية ترابية، لا عشب أصفر ولا أخضر فيها
مثلما سجلته “كاب ديزاد” في وقوف عزاء لناشطين جمعويين على ما آلت إليه حديقة وهران المتوسطية المُطلة على الواجهة البحرية من حي الصديقية إلى حي العقيد لطفي، ومن هدا الفضاء الذي ينتظر تدخل عاجل من والي وهران، كان لمنسق شبكة البيئة والمواطنة يحياوي الهواري، حديثا أو رسالة للمسؤولين بحثت في إنقاذ الصرح العائلي التنزهي، والدي أخذت تطمسه ميزة الإهمال لأسباب لا يعلمها إلا من يريد أن تكون الحديقة المتوسطية هكدا، مهملة وبعيدة عن المعايير البيئة التي أنجزت لأجلها.
 
يحياوي: مديرية البيئة أكدت أن الحديقة المتوسطية مصنفة..ممنوع المساس بطبيعتها
 
بحيث أن مديرية البيئة يقول منسق الشبكة هواري يحياوي، أنها أكدت على أن الحديقة المتوسطية هي مصنفة وفق معايير دولية، وتسير اليوم من المؤسسة العمومية وهران الخضراء، هاته المؤسسة مكلفة بأن تضطلع بمهام منشأة لأجله الإعتتناء بالمساحات الخضراء وإعادة الإعتبار إليها، ما يعني أن المؤسسة حسب المنسق الجمعوي معنية بما يحدث داخل الحديقة المتوسطية، وهي التي عليها أن تحافظ على الفضاء الأخضر بعد أن سجلنا بوقوفنا عليها إهمالا شديدا من كل النواحي.
ورأى يحياوي الهواري أن فكرة احتلال ألعاب الطوبوغون المسيرة من خواص لمساحات خضراء لا يناسب تسمية الحديقة المتوسطية، لأن غزو الألعاب مند الصائفة وانتشارها في جميع الأمكنة طمس المساحة الخضراء وجعل الفضاء شبيها بحديقة تسلية التي كان بالإمكان أن يخصص لها مكان آخر وليس على حساب المساحات الخضراء التي دفنت وقبرتها ألعاب.
هذا على أساس أن إنشاء المساحات الخضراء له خصوصية في الحديقة ومعايير تلزم باحترامها،  حتى يتحقق هدف “راحة واستجمام العائلات”، بمعنى أن المساحة الخضراء هي ليست فضاء للصخب والضجيج والموسيقى، وغيرها إنما منتجع يريد من خلاله الفرد الهدوء والراحة وتأمل الطبيعة لما للإخضرار من سر يضفي راحة معنوية ونفسية.
وتأسف منسق شبكة البئية والمواطنة، على ما حل بالحديقة المتوسطية، واستغلالها بعيدا عن هدف إنشاء مساحات خضراء، بعد اكتساح ألعاب التسلية أو “المناج”، بعد أن كانوا من أشد المدافعين عليها وقت تعميرها مند سنوات في عهدة مسؤولين سابقين، تواطئوا في تغيير طابع أكبر مساحة خضراء عبر التراب الولائي، تحت حجة أن هذا المنتجع الذي تختاره العائلات للفرجة والراحة طيلة أيام العطلة ولا سيما في الأيام العادية بحاجة إلى مرافق تجارية وخدماتية رغم افتتاح 4 محلات في الحديقة عند تدشينها.
كيف غزى طوبوغو الفضاء الأخضر..مادا عن دفتر الشروط إن كان هناك مزايدة؟ 
 
بل وحتى انتشار ألعاب الأطفال “طوبوغو”، المشهورة في أنها تحتاج إلى أرضية لها خاصية وليس مساحة خضراء، أما عن تساؤلات كيف تم إدخالها وإن كان هدا بناء على قنوات قانونية أي إعلان مزايدة ووضع قبل ذلك دفتر شروط نتسائل إن كان يسمح بوضعها على مساحة مصنفة خضراء، أم أن هذه الفضاءات للتسلية وضعت لمداخيل تحققها “إيبيك المؤسسة” لماذا لا يعاد الاعتبار للحديقة التي أكل الصدأ فيها الحديد، وبدأ الإعتناء بها متبخر، حاولنا طرح التساؤلات على مدير المؤسسة العمومية وهران الخضراء، إلا أنه في كل مرة كان يرد علينا بأنه -مشغول- ولا يمكنه استقبال الجريدة والموقع.
هدا لكون الجمعويين، أكدوا أن المساحات الخضراء لا غبار على خصوصيتها، وأن اختفائها تدريجيا بالحديقة المتوسطية يستدعي التدخل، حيث دافعوا بشدة على طابعها، وإن يكن فإن مسألة المساحات الخضراء قابلتها مهزلة غلق المرحاض الوحيد في الحديقة المتوسطية بـ”الكادنة”، وحتى هدا الأخير “شكله البدائي”، أعطى انطباعا بأن مسألة عدم تخصيص دور المياه أو المراحيض لا تناسب حديقة بحجم الحديقة المتوسطية.
 
نافورة استهلكت الملايين بلا تشغيل ولا مراحيض 
 
حيث أبدى المنسق لشبكة البيئة والمواطنة، أنهم مؤخرا في حملة تنظيف للحديقة سجلوا رمي عشوائي لقارورات مملوءة بـ” البول”، وكل هذه السلوكيات من المواطن كانت بسبب عدم تخصيص مرحاض، منه رأى أن الأجدر كان إنجاز دور مرحاض واستغلالها مقابل مبلغ 20 دينار حتى لا يكون أمام المؤسسة عائقا في التكفل بهذا الجانب.
وكان أن صادفنا في الوقوف على الحديقة المتوسطية “أمرا غريبا” قيام أحدهم في منحدر جبلي للحديقة بتعبيد منفد بالاسمنت، ووضع له باب ليدخل بمغارة الجبلية لا نعلم ما بداخلها؟؟.
شبكة البيئة والمواطنة: على إيبيك أن تختار فضاءات أخرى للتسلية وتكثف الحراسة منعا لاختراق المنحرفين
 
من جهته، وجد منسق شبكة المواطنة والبيئة، أنه كان على مؤسسة وهران الخضراء ” إيبيك” أن تختار فضاءات أخرى لوضع “المناج” أو ألعاب الطوبوغو غير المساحات الخضراء، وأن طابع المؤسسة هو العناية بكل ما يتعلق بأشغال البستنة، واخضرار الطبيعة، في رأيه إذا كان الأمر بأن “ايبيك” تبحث عن مداخيل لا ينبغي أن يكون على حساب المساحات المصنفة، والمساحات الخضراء، عليها أن تختار مكان مناسب -يضيف المتحدث لنا-
ولا يفوت التطرق، إلى ما لاحظناه من اهمال كبير للنافورة التي أنفق عليها ميزانية مالية، وكيف تحولت إلى ما يشبه المزبلة؟ لانتشار الأوساخ والقمامة بها بينما تتوسط الحديقة، وكان هدا بفعل عدم تشغيلها، بل إن عدم تشغيلها يدفع للسؤال لمادا تم إنجازها؟.
والمخزي في حديقة موجهة لراحة أن العائلات، أن تتحول إلى ملاذ المنحرفين والرديلة، لتسجيل سلوكيات منافية للآداب العامة، والأخلاق بعين المكان، فيما يصادف هدا توافد عائلات بأطفالهم، وهو الوضع الدي تأمينه بحراسة الأعوان المشددة، حيث لم تكن مشاهد قط تطبع الحديقة في السنوات الأولى من إنشاءها.
 
الناشط الجمعوي رحمون عبد اللطيف:نقترح إنشاء العاب التسلية بموقع قاعدة الحياة المسترجعة قرب الحديقة المتوسطية او تحويلها الى باركينغ
 
الناشط الجمعوي، عبد اللطيف رحمون، بدوره، تأسف لإمضاء شهادة وفاة طابع الحديقة المتوسطية، ونداءه كان إعادة الإعتبار إليها عن طريق إحياء الأنشطة التربوية والبيئة على مستواها، كما تم فعله في تنظيم تظاهرة عيد الورود، ولا سيما بعث أيام تحسيسية للبيئة من الحديقة التي يتمسكون في أن تكون متوسطية بعد أن طالب بإعادة تهيئتها لتحول أجزاء منها لصدأ وتراب وطين ، بدل لمح الاخضرار أو أشغال بستنة على مستواها.
كما طالب بمنع الإنارة غير الصحية حيث تم تسجيل إضاءة اللون الأزرق الذي يضر بالعين والنبات كدلك، وهي جميعها نقائص تفرض الوقوف عليها بوهران التي تبحث عن رونقها في الطبيعة ولا سيما في مناطق كالواجهة البحرية.  
 
مدير مؤسسة وهران الخضراء يرد على اتصالاتنا بأنه مشغول؟
 
غير بعيد عن الحديقة المتوسطية، في الحدود بين حي الصديفية والعقيد لطفي، تم استرجاع مؤخرا قاعدة الحياة التي كان يشغلها الصينيين، فيما تم هدمها، والمساحة المسترجعة الإسمنتية أفاد الناشط الجمعوي عبد اللطيف رحمون أنهم مع شبكة البيئة والمواطنة يعملون على تخصص إما كحظيرة سيارات، بحكم أزمة المرور التي يشهدها حي العقيد لطفي ونقص الباركينغ، أما الإقتراح الثاني فتمثل في تخصيص المكان إلى حديقة تسلية “الطوبوغو” عوض تحويل مساحات خضراء لصالحها.
ودافع الجمعويين لأن تحول المساحة المسترجعة للصالح العام، وبما يلائم طبيعة الموقع الاستراتيجي.
وللإشارة، أن “كاب ديزاد” كانت قد اتصلت أكثر من مرة بمدير المؤسسة العمومية وهران الخضراء، ودائما كان يرد بأنه مشغول.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق