تعود ذكرى تفجيرات “رقان” ال64، النووية التي نفذتها فرنسا الاستدمارية بصحراء “رقان” في الجزائر، وتعود معها أوجاع مازالت تحفر الذاكرة، في وقت ترزح غزة تحت نيران الكيان الصهيوني البائس.
ما حدث برقان، مازالت آثاره وتبعاته إلى اليوم متواصلة، يعيشها سكان المنطقة، دون أن يكون لهم ذنب، ويعيش الغزاويون أسوء أيامهم الآن، يواجهون الإبادة الجماعية المعلنة أمام العالم. ففرنسا رغم جرائمها التاريخية، وبشاعة ما قامت به في الجزائر ضد الجزائريين، إلا أنها ترفض المصالحة مع التاريخ، وتقديم الاعتذار رسميا إلى الجزائر وشعبها، بل تتعنت وتواصل تجاهلها لما قامت به اتجاه جزائريين عزل، بل وتفتخر بوحشيتها المضادة لشعار الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، التي تتغنى بها، عبر عرضها لجماجم شهدائنا البواسل، في اعتراف علني بوقاحتها ورفسها للذات الإنسانية، يقابل ذلك، ما يقوم به الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين أصحاب الأرض، من تقتيل وتهجير قسري وتجويع أمام العالم ويفتخر بقتل النساء والأطفال، رافضا الاعتراف بجرائمه، ومعرضا عن الامتثال لأوامر مجلس الأمن والمنظمات الدولية الرسمية.
الملاحظ للنموذجين، يتأكد ويزيد قناعة أن الاستعمار واحد، مهما تغيرت أطرافه، وتبدلت مناهجه، فهو في الأصل “محاولة فاشلة، بائسة ويائسة” لاغتصاب أرض أمة من أصحابها، ومحو هوية أمة بتاريخها وحضاراتها وتراثها. والأكيد أن فرنسا ستحاول التكفير عن جريمتها في حق الجزائريين، والمؤكد أن فلسطين ستبقى للفلسطينيين وسيعود الصهاينة من حيث أتوا ولو بعد حين، ومهما خذلت قضيتهم، سينتصرون، لأن الحق أسمى دوما ولن يغطيه التزوير والتخويف، ولكل ثورة تحرير ثمن يكتب بالدم والقلم.
وردة. ق