تتأهب فرنسا لاحتضان أولمبياد باريس صيف هذا العام، وسط ظروف خاصة جدا، أهمها التهديدات الأمنية، التي تحدق بها في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة والتوترات الإقليمية والدولية.
وبحرص السلطات الأمنية الفرنسية على توفير حماية أمنية خاصة، عبر مخطط دقيق بأكثر من 10000 آلاف رجل أمن من مختلف الأسلاك، ومحاولتها إفراغ باريس والمناطق المتخامة لها من الأشخاص الذين لا يملكون إقامة أو مشردين أو مقيمين بطريقة غير شرعية، لتؤمن الفضاء لزوارها وكذا المشاركين خلال هذه التظاهرة الرياضية، من جهة. ولتضمن صورة تسويقية للسياحة.
وبالتوازي مع رفع رهان التحدي الأمني، بدأت تلوح في الأفق أشباح الإضرابات التي شرعت مختلف نقابات القطاعات الاستراتيجية والتي لها دور مهم خلال الأولمبياد، في التحضير لتنفيذها خلال هذه التظاهرة ليكون وقعها أقوى، بإفشالها لهذا العرس الرياضي الذي تراهن فرنسا على نجاحه، وذلك في حال تجاهلت القطاعات التابعة لها مطالبها. وفي هذا الإطار، هددت نقابات النقل بشل حركة القطارات، وهو ما سيخلق فوضى وشللا تاما في الحركة سواء بالنسبة المواطنين العاديين أو السياح والمشاركين الرياضيين، وكذلك بالنسبة لقطاع الصحة، الذي تدرس نقاباته تنفيذ إضراب شامل، سيكون له تأثير سلبي على القطاع.
يذكر أن الحكومة الفرنسية بدأت بالتحرك، لمحاصرة مطالب النقابات العمالية، والعمل على حل مشاكلها تجنبا لأي خيار يقود إلى الإضراب خلال أولمبياد باريس، في الوقت الذي تعمل على توفير الأمن بعد تلقيها تهديدات إرهابية حقيقية، و الحفاظ على القدرة الشرائية، بعدما نادى رئيسها بضرورة اعتماد اقتصاد الحرب، حتى تتجنب السقوط الإقتصادي الذي بات يتربص بها. فعل ستنجح الحكومة الفرنسية في تجنب فخ الإضرابات؟
غزالة. م