وهران
كلية العلوم الاجتماعية بجامعة وهران 2 تناقش “بيان أول نوفمبر”: بيان مكّن من تغيير تاريخ الجزائر واستقلالها

جميلة/م
ناقش باحثون و مختصون بكلية العلوم الاجتماعية، بجامعة وهران 2، نص “بيان أول نوفمبر” في ندوة وطنية بمناسبة إحياء الذكرى الثانية والستين لاستقلال الجزائر 5 جويلية.
حيث نظمت وحدة البحث: علوم الإنسان للدراسات الفلسفية، والاجتماعية، والإنسانية جامعة وهران2، بالتنسيق مع كلية العلوم الاجتماعية ونادي إضاءات فكرية، صباح اليوم الثلاثاء ندوة وطنية، شارك فيها دكاترة من جامعات مختلفة من التراب الوطني، على غرار عين تموشنت، بشار، تيارت.
وأجمع الأساتذة المحاضرون، أن البيان ليس مجرد بيان لإعلان الحرب أو للتداول الإعلامي كما قد يعتقد البعض، إنما هو نص حي يستجيب لآفاق القراءات المفتوحة، فهو نص يجمع في استراتيجيته الخطابية بين الإعلان وحشد الهمم والإقناع والمحاججة.
وأكد الدكتور بوعرفة، أن هذا البيان مكن من تغيير تاريخ الجزائر، وأساس بناء الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار القيم الحضارية للشعب الجزائري.
و أشار في ذات السياق، أن الندوة تدرس البيان قراءة فلسفية، و سوسيو انثربولوجية، و سوسيو ثقافية، وتاريخية ثقافية، ما يمكن الباحثين من قراء بيان أول نوفمبر بعيدا عن المرجعية الضيقة.
كما أنه مرجعية لفلسفة الثورة التحريرية، وهو نفسه بيان يحمل رؤية مستقبلية، أولها التنبؤ بالاستقلال، وثانيها بناء دولة وطنية متجذرة في تاريخها، ومرتبطة بدينها وثقافتها.
في حين ذكر الدكتور بوزيدي، أن الندوة هي فرصة للتحليل التاريخي الذي غاب عن البرامج الجامعية، منوها أن بيان أول نوفمبر جمع بين الحنكة السياسية و الذكاء السياسي، و حمل عدة أبعاد منها أبعاد سياسية، و نضالية و إسلامية.
مشيرا إلى أن واضع البيان اختار غياب مصطلح الجمهورية، وحتى الملكية ما يمكّنه من فتح الباب لبحوث جديدة، وأشاد إلى ميلاد جبهة التحرير التي تولت العمل السياسي و الديبلوماسي في آن واحد.
كما تطرق إلى الدقة التي تميز بها البيان في اختيار الفئات وتعاملهم مع جميع أطياف المجتمع، موضحا أن 73٪ من السكان آنذاك كانوا في الأرياف، لهذا قصد النداء الفلاحين ما يعكس ذكاء النخبة المحررة.
في حين ذكر الدكتور مزي عبد القادر من جامعة بشار أن البيان هو، تتويج لنضال شعب كافح من اجل استرجاع السيادة، و أسس لثورة من اكبر الثورات في ذلك القرن دون ان يستعمل أي كلمة عنيفة.
مبرزا إلى أن ما يظهر عموما، أن بيان أول نوفمبر هو دعوة لإعلان الحرب، إلا انه لا يحمل إطلاقا مفردات العنف، و هو ما يعكس مستوى، تفكير النخبة التي صاغت البيان، والمجموعة الستة التي حررت البيان.
و أضاف أن النخبة المحررة للبيان، والتي فجرت الثورة التحريرية كانت على وعي تام، بالأبعاد السياسية، و الحضارية، لهذه الثورة المباركة.
في حين يرى الدكتور الطيبي غماري من جامعة عين تموشنت أن البيان جاء في سياق تبريري حاول صياغة المبررات اللازمة للحرب، ليتجاوز الصراع الداخلي، ويواجه تحديات المستعمر.
وفي سياق تفسيري حاول البيان شرح الأسباب والدوافع والاستراتيجيات وفرص النجاح خاصة وأن غالبية الشعب كانت في حالة خضوع من منطلق وعي استعماري مفاده أن هذه الدولة عظيمة بمقدراتها ولا يمكن مواجهتها إلا بقوة ممثلة لها.
وأبرز حق الأمة الجزائرية في وطنها ودولتها واستعدادها للتعايش السلمي مع مختلف مكونات المجتمع الدُّوَليّ، و تقرير المصير وتصفية الاستعمار وتفكيك المشروع والأيديولوجية.
وأضاف الدكتور الطيبي غمار، أن البيان وحدة الشعب الجزائري، منذ الشرارة الأولى للثورة في دولة المواطنة التي تلغي كل الولاءات والانتماءات الجزئية والطائفية والجهوية لصالح انتماء وطني جامع ومفتوح لكل من يؤمن بمشروع ثورة التحرير.