دولي

رحل السفاح “لوبان” وبقيت “سِكِّينَهُ” شاهدة على جرائم فرنسا ضد الجزائريين 

تزامن هلاك السفاح مجرم الحرب “جون ماري لوبان” مع الحرب الكلامية الشعواء التي تشنها أطراف فرنسية ضد الجزائر، والتي مازالت لم تهضم فكرة “فشل” فرنسا في السيطرة على الجزائر، لأن هذه الأخيرة افتكت استقلالها بأنهار من الدماء على مدار 130 سنة، واليوم هي دولة مستقلة ذات سيادة كاملة لا تخضع لأي جهة أو طرف ونتعامل بسياسة الند للند مع الجميع دون استثناء.
وصول الجزائر اليوم إلى ما هي عليه، وشقها لطريق البناء والتشييد وتعويلها على بناء مؤسساتها وتقوية بنيتها القاعدية على سواعد أبنائها وبثرواتها الطبيعية، لم يكن سهلا ولا بالمجان، فقد بذات تضحيات جسام، كانت فيها أرواح شهدائها تزكى على مذبح الحرية، في مواجهة شرسة لأقوى دولة عسكرية في العالم وقتها بأسلحة خفيفة وعزيمة كبيرة وإيمان بالنصر والاستقلال. ورغم ما تعرض له الشعب الجزائري من تقتيل وتهجير قسري إلى أقصى المعنوية وسياسة الأرض المحروقة، وتفنن العسكريين الفرنسيين في تعذيب الجزائريين على غرار الجنرال “بيجار”، العقيد “مونتينياك” و”جون ماري لوبان” الذي كان يمارس أفعالا شنيعة ضد الجزائريين، ومن ثمة يذبحهم كالخراف وهو منتشي.
حيث عادت إحدى قصصه الدموية المؤلمة لتروى من جديد، تزامنا مع إعلان هلاكه اليوم عن عمر 96 عاما، والذي لم يحاكم على جرائمه رغم اعترافه، وهو ما يكشف بشاعة ما فعلته فرنسا الاستعمارية ضد الجزائريين الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم رفضوا استعمار واغتصاب أرضهم وتصدوا لتقسيمها أو التنازل عن شبر منها على مدار 130 سنة من النضال، وتحكي القصة الدموية فظاعة ما ارتكبه الفرنسي “جون ماري لوبان” التي غطت مواقع التواصل الاجتماعي وهي شهادة حقيقية قامت باستقائها صحيفة العالم الفرنسية، كما بلي:
“عام 1957 صباح الثالث من شهر مارس عثر الطفل الصغير “محمد شريف مولاي” وعمره 12 سنة على خنجر تركه المظليون الفرنسيون بعد تعذيب و إعدام والده في قصبة الجزائر العاصمة في الليلة السابقة (2-3 مارس)، بحيث تم تعذيبه بالماء والكهرباء وقطع زوايا فمه بالسكين أمام أطفاله الستة (6) وزوجته، قبل أن يتم قتله برصاصة من سلاح رشاش، يعود هذا الخنجر إلى هذا الدجال المدعو جان ماري لوبان J. M Le pen 1er R.E.P.
 بعد ذلك عاد المظليون الفرنسيون مرتين وقاموا بنهب المنزل كاملا ولم يعثروا على شيء، فقد بقي “محمد” صامتا بينما قامت أمه رانيا (زوجة الشهيد المعذب أحمد مولاي) بالذهاب إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ، ولكن لم ينصرها أحد، بقي هذا الخنجر المصنوع من الفولاذ، والذي يبلغ طوله 25 سم وعرضه 2.5 سم، وهو من النوع الذي كان يستخدمه شباب هتلر، وقد صنعه قاطعو السكاكين الألمان من منطقة الرور، وفقًا للتحقيق الذي أجراه الصحفي “سورج شالاندونو” بحوزة “محمد شريف مولاي” حتى سنة 2003، عندما قدم مبعوث خاص من صحيفة العالم الفرنسية لأخذ السكين لتقديمه للقضاء الفرنسي للدفاع عن أنفسهم ضد قضية التشهير التي ألحقها بهم ذلك الدجال عديم الرحمة ولم يكن “أحمد مولاي” رحمه الله هو الوحيد الذي تعرض للقتل والتعذيب، وإنما هناك العديد من الضحايا الذين لم ينتقم لهم القانون ولكن سينتقم لهم من هو أعلى سلطة من القانون وهو رب عالمين.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق