وهران
ندوة علمية في طبعتها الثانية حول: “نص بيان أول نوفمبر 1954 الدلالات والأبعاد القيمية “
إحياء الذكرى 70 أول نوفمبر لاندلاع ثورة التحرير الوطني

بمناسبة إحياء الذكرى 70 أول نوفمبر لاندلاع ثورة التحرير الوطني ، نظمت كلية العلوم الاجتماعية جامعة وهران 2– محمد بن أحمد- وحدة البحث علوم الانسان للدراسات الفلسفية، الاجتماعية والانسانية بمناسبة إحياء الذكرى 70 أول نوفمبر لاندلاع ثورة التحرير الوطني، ندوة علمية في طبعتها الثانية حول: “نص بيان أول نوفمبر 1954 الدلالات والأبعاد القيمية ” بمشاركة عميد كلية العلوم الاجتماعية البروفيسور بوزيدي الهواري ومدير وحدة البحث البروفيسور بوعرفة عبد القادر ، والتي تم من خلالها التّطرق إلى هذا البيان الذي يستجيب لآفاق القراءات المفتوحة ، وعليه تم تقديم المداخلات كقراءات مفتوحة تمثلت في “أول نوفمبر …نحو قراءة جديدة ” للبروفيسور الزاوي عمر جامعة وهران2 ، والبروفيسور مزي عبد القادر جامعة بشار في تقديمه لورقته البحثية حول “تَجَليّاتُ الوَعي الثّورِي في مَنطُوقِ بَيَانِ أَوّل نُوفَمب
يمثّل بيان أوّل نوفمير 1954م الوثيقة التّأسيسيّة للدّولة الجزائريّة المعاصرة، وهوّ يعكس مستوى انصهار القيّم الحضاريّة للأمّة الجزائريّة في بُعدها الإنساني والكوني، كما يعكس مستوى الوعي لدى نخبة القيّادة الثّوريّة (اللجنة الثّوريّة للوحدة والعمل/ CRUA).
تم التّطرق في هذه الندوة العلمية لقراءة في ‘منطوق بيان أوّل نوفمبر 1954م’، لأجل الإجابة عن الإشكاليّة الآتيّة: كيف تجلّى الوعي الثّوري لدى نخبة ‘اللجنة الثّوريّة من أجل الوحدة والعمل’ من خلال منطوق البيان؟
يُجمع جلُّ المؤرخين أنّ وثيقة بيان أوّل نوفمبر 1954م، التي تعتبر أوّل وثيقة رسميّة نُشرت عن الأمانة العامّة لجبهة التّحرير الوطني، هيّ بمثابة إعلان رسمي لحرب التّحرير الوطني أو ما يدرج في الكتابات التّاريخيّة تحت تسميّة ‘الثّورة الجزائريّة’. ونصُّ البيان يعتبر قاعدةً مرجعيّةً لفكرالثّورة التّحريريّة وأساس بناء الدّولة الجزائريّة الدّيمقراطيّة الاجتماعيّة ذات السيّادة ضمن إطار القيّم الحضاريّة للشّعب الجزائري.
إنّ مطلع نصّ البيان، جاء بصيغة النّداء وفيه تضمينا لإعلان الثّورة (أيّها الشّعب الجزائري.. أيّها المناضلون من أجل القضيّة الوطنيّة). وهوّ نص يجمع في استراتيجيّته الخطابيّة بين الإعلان والاستعطاف والإقناع والمحاججة، أمّاخاتمته ففيها إق
وثيقة بيان أوّل نوفمبر 1954م تعدُّ الأولى لجبهة التّحرير الوطني صادرة عن أمانتها العامّة. والبيان يعرف عادة أنّه بمثابة الإعلان عن اندلاع الثّورة ضدّ الاحتلال الفرنسيالاستيطاني. يعتبر البيا
قيمة نصّ البيان بالرغّم من بساطة المستوى العلمي، يعكس مستوى الوعي.. (الأبعاد السيّاسيّة، الفكرية، الاستراتيجيّة، الحربيّة..).
بالرّغم من تشرّب مٌناضِلي الحَركَة الوطنيّة للقيّم الثّوريّة الإنسانيّة وبخاصّة استفادتهم من التّجارب الميدانيّة لبعضها (حرب العصابات الفيتناميّة)، تلك القيّم التي طبعت الجوّ العام في مرحلة ما بعد الحربين العالميّتين، إلا أنّ ثورة نوفمبر 1954م لم تَقم باستعارة إيديولوجيّات ثوريّة من الشّرق أو الغرب، بل بقيّت وفيّة لهويّة وقيّم الشّعب الجزائري الأصيلة.
مع مشروع الثّورة التّحريريّة تبلورت الإيديولوجيّة الوطنيّة الثّورية مستوعبة الدّيناميّة الحيّة لكفاح الشّعب الجزائري، رافضة كلّ محاولة للتّأثير على منهج الثّورة فكريّا وإيديولوجيّا… لذلك اتّسم الفكر الثّوري الجزائري بخصوصيّة وعالميّة في الوقت نفسه، وهوّ ما جعل الثّورة الجزائريّة مُلهِمةً لكلّ الشّعوب في طريق التحرّر.
فالأهداف العامة لهذه الندوة العلمية التي تم التركيز فيها على القراءات المفتوحة المتعددة للتخصصات تمثلت في :
وعليه نسعى كنخب مثقفة لتكثيف المحاضرات والنقاشات من أجل المساهمة في تحقيق وتعزيز الوعي التاريخي، وتقدير النضال الذي قدمه الجزائريون، وكذلك البحث في كيفية تطبيق روح المبادئ التي جاء بها البيان في واقعنا المعاصر، والإعداد للمستقبل.


