وطني
الرئيس التونسي: هناك دول عربية نسمع بها في النشرات الجوية فقط، ونسعى لتأسيس حوار دوري بين الجامعة العربية ومجلس الأمن

غزالة. م
بدا الرئيس التونسي متحسرا وهو يتناول كلمته الافتتاحية بصفته الرئيس السابق للقمة العربية، عندما أكد أن الوضع العربي يمر بفترة صعبة من المشاكل والفرقة، حتى أصبحت بعض الدول العربية لا تذكر إلا في نشرات الأحوال الجوية وتعداد القتلى والمصابين نتيجة الاقتتال والفوضى التي تعمها.
وأضاف الرئيس التونسي “قيس سعيد” أمام الحضور بقاعة المؤتمرات الدولية بالمركز الدولي “عبد اللطيف رحال” بالعاصمة الجزائر أنه على يقين بأن الجزائر التي قدمت أكثر من مليون ونصف مليون شهيد، لن تدخر أي جهد للمضي قدما، لتحقيق هدف التوحد العربي، كلمة ورصا للصفوف ولمّ الشمل، لأن الشعب الجزائري لما صمم على تحقيق ما صممه، حققه فعلا بأرواح الشهداء. وأشار الرئيس “سعيد” أنه لا يمكن نسيان شهداء تونس الذين امتزجت دماؤهم مع أشقائهم الجزائريين والفلسطينيين.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس التونسي أننا كعرب، نتخطى معا بقلب واحد وعزيمة واحدة، كل حواجز وأسباب الاختلاف. مبديا تفاؤله بأننا يمكن أن نؤسس مستقبل أفضل لمنطقتنا والبشرية جمعاء، إذا عقدنا العزم على ذلك. مقترحا أن يتم التأسيس لحوار دوري يجمع الجامعة العربية بمجلس الأمن، حتى يتم حشد الدعم للقضايا العربية، ويخلق نجاعة لحلولها.
كما توجه الرئيس التونسي بشكره لشقيقه ونظيره الجزائري “عبد المجيد تبون” على ما قام به لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وسنمضي قدما لإبلاغ الصوت الفلسطيني الواحد والموحد لكل البشرية، لوضع حد لهذه المظلمة التي تستمر لأكثر من قرن. وفيما يخص الأشقاء الليبيين، فقد دعاهم إلى تبني القرارات التي تم اتخاذها بتونس بداية هذا العام، مؤكدا لهم أنه لا حل لليبيا إلا بحل ليبي ليبي.
الرئيس التونسي وتطرق لآمال وأحلام الشعب العربي من مخرجات هذه القمة التي تأتي في ظرف عصيب غير عادي، حيث ذكر أن الشعب العربي ينتظر نظام عربيا مشتركا قادرا على الصمود أمام التقلبات واحتواء الضغط الدولي، من موقع الندية والمساواة، لا التخاذل والانبطاح. موجها رسالته إلى أشقائه المشاركين، بأنهم مطالبين بالخروج بقرارات توفر الأمن الغذائي والأمن المائي، الذي يعتبر الأمن القومي للعرب.
مشيرا إلى أن تونس تسلم أمانة رئاسة القمة العربية في دورتها 31 إلى الشقيقة الجزائر، بعد 3 سنوات كانت استثنائية، بكل المقاييس، في ظرف غير مسبوق من حيث حجم التحديات، وتتالي الأزمات وتواتر المستجدات، أهمها جائحة كورونا التي استنزفت الإمكانيات الصحية.، إلى جانب أزمة الطاقة وليس أقلها التغير المناخي وتنامي الصراعات، وما يتبعها من خلق بؤر الإرهاب، الاتجار بالبشر، الجريمة المنظمة، وانعكاس كل ذلك على العالم العربي، مشيرا إلى أن تونس خلال هذه الفترة، عملت على جعل القضية العربية على سلم اهتماماتها في كل المناسبات الدولية، مثلما فعلت عندما كانت عضو غير دائم بمجلس الأمن، اتحاد السلم والأمن الإفريقي، المجلس الاجتماعي بالأمم المتحدة.
الرئيس التونسي، شدد على ضرورة ابتكار مفاهيم جديدة، طرق جديدة وآفاق جديدة ليس للمنطقة العربية فحسب بل البشرية جمعاء. كما تطرق إلى السنوات القليلة الماضية التي خلقت أزمات، جعلت الدول تنغلق على نفسها وتجتهد لإيجاد حلول فردية تنقذها، لكن الواقع أثبت فشلها، وهو ما يفرض الاتجاه إلى التفكير الجماعي والالتفاف لإيجاد حلول فعلية. قائلا: “كأننا عدنا إلى القرن 19، لكننا في القرن 21، لا يمكن البقاء في القرن 19”.
وأعرب الرئيس “سعيد” عن أمل تونس أن تمر القمة العربية برئاسة الجزائر إلى تطبيق القرارات، في أقرب وقت ممكن، داعيا إلى تعزيز الجانب الاجتماعي والاقتصادي.
مؤكدا أن معظم القضايا العربية الجوهرية تعاني التعقيد، في ظل التغيرات الراهنة، في الوقت الذي يفرض على العرب مزيدا من التوحد، موضحا أنه غير منطقي أن يتم مطالبة الآخرين بالمساندة والمساعدة، والعرب يختلفون حولها، مذكرا أنه حان الوقت لاستعادة سوريا، اليمن، وليبيا.
ليختتم كلمته بتسليم الرئاسة إلى الجزائر، متمنيا للجميع النجاح الذي تؤكده قراراته التي ستفعل ميدانيا.