رجال المواقف والأزمات… متلاحمون بقيم التآزر و التضامن متحلون 

أبانت حادثة سقوط حافلة لنقل المسافرين في وادي الحراش عن معدن الشعب الجزائري المتلاحم و المتضامن مع بعضه في الشدائد و المحن ، و أعطت لأعداء الجزائر درسا في قوة هذا الشعب الأبي و تماسكه ببعضه و بوطنه كالبنيان المرصوص.

 فور وقوع الحادث هب المواطنون لنجدة الضحايا ، غير آبهين بالمخاطر الصحية التي قد تهددهم بسبب الوضع البيئي في الوادي ، هم أبطال خاطروا و جازفوا بأنفسهم ، و لم يفكروا حينها إلا في إنقاذ إخوانهم من الموت .

و بيد واحدة اندفعوا إلى مكان الحادث لنجدة إخوانهم و ساهموا في عملية الإنقاذ و انتشال الضحايا يدا بيد مع أعوان الحماية المدنية ، كما اندفعوا لمساندة ومؤازرة عائلات الضحايا ، و بكل إنسانية و روح التآخي تفاعلوا مع الفاجعة .

هو شعب عظيم ، يد واحدة ، متلاحم متضامن ، أبان عن تدخلات بطولية تنم عن تماسك وتلاحم قوي لشعب أقوى متمسك ببعضه كالبنيان المرصوص، كما أثبتت الفاجعة للمرة المليون شجاعة هذا الشعب الوفي لوطنه ، و روح التكافل بين الجزائريين في الظروف الصعبة و القاسية ، التي يتحلى بها هذا الشعب الأصيل الذي ساهم في عمليات الإنقاذ والمساعدة على مستوى المستشفيات و كذا في مراسم الدفن ، و قدم واجب العزاء و واسى عائلات الضحايا و تعاطف معها، كما شارك في تشييعهم في جو مهيب ، من خلال الحضور اللافت لجمع غفير من المواطنين.

  هي مواقف بطولية لشعب الجزائر الأبية ، المتحلي بالقيم النبيلة الراسخة في جذوره ، هو شعب لا تقهره و لا تزعزعه الأزمات و المحن و الفواجع ، هم جزائريون صنعوا الحدث ، و بعثوا برسائل قوية لأعداء الوطن، بأن الشعب الجزائري متماسك فيما بينه و متمسك بوطنه ، و أن مبادئه لن تتغير حيال جزائر الشهداء ، و أنه على العهد باق و من أجل اللحمة الوطنية ساع و الضرب بيد من حديد لكل من تخول له نفسه المساس بالبلاد واع .

 جرأة لن تجدها إلا في شعب واحد موحد لأجل إعلاء قيم الاتحاد و التضامن و حب الوطن والوفاء له ،هم رجال المواقف والأزمات ، هو شعب أصيل مدجج بقيم التضامن و التآزر المتوارثة عن الأجيال ، شعب متماسك، يد واحدة في الصعاب .