وهران

مختصون من جامعة وهران 2 يحذرون من الإدمان الإلكتروني و مدير الذكاء الاصطناعي يكشف تجربة جزائرية رائدة في التوجيه التكنولوجي

جميلة .م

كشف الدكتور عبد الرزاق إبراهيم، مدير دار الذكاء الاصطناعي بجامعة وهران 2 ورئيس جمعية شباب وهران الثقافية، خلال مشاركته في فعاليات ملتقى وطني حول “المهارات الإرشادية – التكوين والممارسة”، عن تفشي ظاهرة الإدمان الإلكتروني في أوساط الشباب.
وجاءت مداخلته تحت عنوان “من الإدمان الإلكتروني إلى التعلم الإلكتروني: الإرشاد الجمعوي نموذجا”، حيث سلط الضوء على الدور الحيوي للمرشد في توجيه الشباب نحو استخدام صحي وإيجابي للتكنولوجيا.
و أوضح الدكتور عبد الرزاق ،  بأرقام دقيقة تكشف عن مدى الانتشار الواسع لاستخدام الأجهزة الذكية والشاشات الإلكترونية، مبرزا أن سنة 2025 قد تشهد مستويات قياسية في الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام الشاشات، ما ينعكس بشكل مباشر على أنماط التعلم والسلوك.
وأشار الدكتور عبد الرزاق إلى أن الجزائر، التي يبلغ عدد سكانها نحو 45 مليون نسمة، يتصل منها أكثر من 32 مليون بالإنترنت، بنسبة تقدر بـ 68%، وهي أقل بقليل من المتوسط العالمي. لكنه نبّه إلى فجوة رقمية كبيرة بدأت منذ 2014-2015، مع انتشار شبكات الهاتف النقال والانترنت السريع، ما أدى إلى تضاعف عدد المستخدمين سنويا بملايين جديدة، بعدما كان التزايد لا يتعدى بضع مئات الآلاف سابقا.
واستعرض إحصائيات عالمية تُظهر أن المتوسط اليومي لاستخدام الإنترنت عالميا يبلغ حوالي 7 ساعات ونصف، بينما يبلغ متوسط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي نحو ساعتين و38 دقيقة. غير أن الواقع الميداني في الجزائر، كما كشف من خلال حملات التوعية والاحتكاك المباشر مع الشباب، يشير إلى أن بعض الأبناء يستخدمون وسائل التواصل حتى 14 ساعة يوميا، ما يشكل مؤشرا خطيرا على الإدمان الإلكتروني.
في هذا السياق، شدد الدكتور عبد الرزاق على أن الحل لا يكمن في المنع، بل في تقديم بدائل رقمية جذابة ومفيدة، تعزز من علاقة الطفل والشاب بالتكنولوجيا كمنتج لا كمستهلك سلبي. ومن هنا جاءت مبادرات الجمعية التي تسعى لجذب الناشئة نحو التعلم الرقمي الإيجابي، عبر تعليمهم البرمجة والتفكير الخوارزمي والروبوت التعليمي، بهدف تنمية مهاراتهم وتحفيزهم على الإبداع.
وأكد أن مداخلته جاءت لتقديم نموذج جمعوي جزائري ناجح في مواجهة تحديات العصر الرقمي، داعيا إلى ضرورة التنسيق بين الفاعلين المجتمعيين والأكاديميين، من باحثين في علوم التربية والنفس، لتعزيز العمل المشترك وبناء استراتيجيات فعالة للتعامل مع الإدمان الإلكتروني.
وسلط الضوء على مجموعة من المشاريع التي أشرفت عليها جمعية شباب وهران، والتي سعت من خلالها إلى استثمار الفضاء الرقمي في دعم التعليم والتكوين، خاصة خلال فترة جائحة كورونا، ومنها مشاريع “مبرمج جونيور”، “نادي الطفل المبدع”، و فقرات “الروبوت التعليمي”، إلى جانب المخيمات الرقمية مثل “مخيمات القرآن” و”قناديل المعرفة”، التي نظمت عن بعد وحققت أثرا نفسيا وتربويا إيجابيا على الأطفال المشاركين.
هذا و شدد شدد الدكتور عبد الرزاق على أهمية تبني نموذج الإرشاد الجمعوي كحل واقعي ومستدام للتحديات الرقمية، مشيدا بجهود جمعية شباب وهران التي استطاعت، رغم الإمكانيات المحدودة، تقديم حلول عملية وعصرية لمشاكل متفاقمة في المجتمع الرقمي، مؤكدا أن التعلم الرقمي إذا ما وجه بشكل سليم، قد يكون الأداة الأقوى لإنقاذ الأجيال من فخ الإدمان الرقمي.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق