وهران

200 شاب وشابة يضعون الأساس لميلاد شبكة محلية لدعم المقاولين الشباب بوهران 

جميلة.م
 شارك حوالي 200 شاب وشابةالخميس، في نشاط نوعي احتضنه  مركز الكراسك بولاية وهران، نظم من طرف المجلس الأعلى للشباب تحت عنوان “من التكوين إلى التمهين”، بحضور عدد من ممثلي المؤسسات الرسمية ومراكز التكوين المهني وخبراء في المجال الاقتصادي.
 و سعى  اللقاء إلى وضع اللبنات الأولى لتأسيس شبكة محلية للمقاولين الشباب في قطاع التكوين المهني، تماشيا مع توجيهات رئيس الجمهورية بضرورة تشجيع الشباب على ثقافة المقاولة والابتكار.
و في هذا الصدد ، صرح عبد الإله مرين، عضو المجلس الأعلى للشباب وعضو لجنة التربية والتكوين والتعليم العالي وتعزيز قدرات الشباب، أن هذه المبادرة تمثل انطلاقة فعلية ورسمية لتشكيل شبكة محلية تحتضن شباب التكوين المهني الراغبين في إنشاء مؤسساتهم الخاصة. وأكد أن الشبكة ستضمن مرافقة مستمرة، وتوفير دورات تكوينية وورشات تطبيقية، إلى غاية بلوغ مرحلة التمكين الاقتصادي.
  وأكد أن هذا النشاط ليس مجرد ندوة علمية، بل هو خطوة عملية نحو ترسيخ ثقافة المبادرة والاعتماد على النفس في بناء المستقبل.
و  أشار مرين إلى تجارب واقعية ناجحة لمقاولين شباب انطلقوا من مراكز التكوين المهني واستفادوا من آليات دعم الدولة، حيث تمكنوا من إنشاء مؤسساتهم الخاصة وهم اليوم يشغلون شبابا آخرين. وذكر على سبيل المثال تجربة مخيم “رواد المهام” بتيبازة، الذي جمع أكثر من 1000 شاب وشابة من قطاع التكوين المهني من مختلف ولايات الوطن.
و أكد مرين أن الدولة الجزائرية، من خلال الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية، تولي أهمية بالغة للشباب، معتبرة إياهم محرك الجزائر الجديدة. وأوضح أن المجلس الأعلى للشباب يسعى جاهدا لترجمة هذه الرؤية على أرض الواقع، عبر مبادرات ميدانية ومرافقة دائمة للطاقات الشبانية في مختلف القطاعات.
مركز  الكراسك في قلب ديناميكية المقاولاتية
 من جهته، صرح ممثل مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (الكراسك) أن المركز يواكب الديناميكيات الاقتصادية والاجتماعية الجديدة عبر تشجيع المبادرات الشبابية، ودعم الربط بين البحث العلمي والمحيط الاقتصادي. واعتبر أن نشاط اليوم يندرج في إطار بناء اقتصاد ينبض بالمشاريع المبتكرة التي يقودها الشباب
 أوضح ممثل الكراسك أن المركز، باعتباره مؤسسة عمومية تابعة لقطاع التعليم العالي، بادر منذ وقت مبكر بتأسيس حاضنة أعمال موجهة لفائدة الطلبة والشباب. هذه الحاضنة تهدف إلى تكوين الشباب ومرافقتهم على يد خبراء ومختصين لضمان نجاح مشاريعهم وتحقيق أفكارهم على أرض الواقع.
 أكد أن المركز يدعم كل مبادرة تسعى إلى تثمين نتائج البحث العلمي وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية تساهم في التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن بناء شبكة محلية للمقاولين الشباب سيساهم في خلق ديناميكية اقتصادية جديدة على المستوى المحلي والوطني.
التكوين المهني رافعة للتنمية المحلية
 من جانبه، أكد مدير التشغيل بولاية وهران  أن قطاع التكوين المهني يشكل فرصة حقيقية لصناعة المستقبل، حيث يتخرج منه سنويا آلاف الشباب المكونين في تخصصات تقنية وفنية متنوعة. ودعا إلى ضرورة استثمار هذه الطاقات وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية ملموسة.
و أوضح أن مرحلة ما بعد التخرج تمثل تحديا حقيقيا، وعلى الدولة والمجتمع توفير بيئة حاضنة لهؤلاء الشباب، تتضمن التوجيه والتمويل والدعم النفسي، حتى يتمكنوا من تجسيد أفكارهم وتحقيق ذواتهم في مشاريعهم الخاصة.
كما  دعا إلى ضرورة ربط مراكز التكوين المهني بالمحيط الاقتصادي المحلي، عبر شراكات فعلية مع المؤسسات الاقتصادية، وضمان ملاءمة التكوين مع احتياجات السوق. كما أكد على أهمية تكريس المقاولاتية كمادة أساسية ضمن البرامج الدراسية.
و  أبرز أن الهدف المنشود هو تحويل الشباب من باحثين عن عمل إلى صانعي فرص العمل، ومن مستهلكين إلى منتجين، داعيا إلى توفير تسهيلات تمويلية للمشاريع المصغرة ومرافقة حقيقية في الميدان.
و شدد على أن الشباب الجزائري هو ثروة حقيقية لا يجب أن تهمل، بل يجب استثمارها في مشاريع مجتمعية واقتصادية تسهم في بناء اقتصاد متنوع ومستدام، مؤكدا على أهمية تغيير النظرة السلبية تجاه المهن اليدوية والحرفية.
و  اعتبر أن التمكين الفعلي يبدأ بإعطاء الشباب الثقة في قدراتهم، ومنحهم الأدوات اللازمة للانطلاق في مسارهم المقاولاتي، مضيفا أن الدولة اليوم توفر كل الإمكانيات، ويبقى على الشباب اتخاذ المبادرة والانطلاق.
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق