وهران

قسم محو الأمية بمسجد النور بحي إيسطو.. نموذجٌ للتحدي: اختتام السنة التعليمية بالتحاق دارسات بالطور المتوسط

ح. نصيرة

اختُتمت السنة الدراسية لفصول محو الأمية بوهران في أجواء مميزة، تميزت بتمكين عدد من الدارسات من الالتحاق المباشر بالطور المتوسط بعد حصولهن على شهادة التأهيل القاعدي، التي تُعد بوابة للاندماج في التعليم النظامي.

وقد عاينت “كاب ديزاد” أجواء هذا الاختتام من داخل قسم محو الأمية بمسجد النور بحي إيسطو، التابع لبلدية بئر الجير، حيث نُظم حفل بهيج بمناسبة نهاية السنة الدراسية 2024/2025، تم خلاله توزيع شهادات التقدير والتشجيع على الدارسات، وسط أجواء من الفخر والاعتزاز.

أكثر من 430 قسمًا لمحاربة الأمية بوهران

القسم الذي احتضن الحفل يُعد نموذجًا من بين 430 قسمًا منتشرًا عبر ولاية وهران، تتوزع على المساجد، دور الشباب، والمدارس. وذكرت المعلمة فايزة بن صخرية، التي تُشرف على قسم مسجد النور، أن هذا الأخير يُعد واحدًا من بين 12 قسمًا في مقاطعة حي إيسطو، ويضم فوجين بمعدل إجمالي يُقدّر بـ25 دارسة، منهن أمهات وربات بيوت، إضافة إلى شابات تتراوح أعمارهن بين 12 و21 سنة.

وأوضحت بن صخرية أن أقسام محو الأمية التابعة للديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار أصبحت منصةً حقيقيةً لمن فاتهم قطار الدراسة، حيث يُمكن للدارسين مواصلة تعليمهم بعد نيل شهادة التأهيل القاعدي، وهي فرصة تعيد الأمل للكثيرين.

وقد شهدت الولاية سابقًا تخرّج دارسات بمحو الأمية بلغن مستوى شهادة البكالوريا، مثل دارسة من قسنطينة تبلغ من العمر 80 سنة، ما يُعد دليلاً واضحًا على أن التعلّم لا يعرف سنًا ولا ظروفًا.

تقول المعلمة بن صخرية: “لا يوجد مستحيل في محو الأمية، بل هناك إرادة، ونحن كمعلمين نتدخل حتى في الجانب النفسي لتحفيز الدارسين، وقد خضعنا لتكوينات دورية كل عامين لاكتساب مهارات التعامل مع المتعلمين”.

فرحة النجاح.. من محو الأمية إلى الطور المتوسط

شهد الحفل حضور الإمام بلجيلالي سيدي علي، الذي أشرف على تنظيم مسابقة فكرية في مواد اللغة العربية، الرياضيات، التربية الإسلامية، والثقافة العامة، لاختبار مكتسبات الدارسين.

وكان ختام السنة الدراسية مميزًا بتخرج دارستين التحقتا رسميًا بالطور المتوسط، إحداهن بلوڤة بختة التي درست خمس سنوات بمحو الأمية، وعبّرت عن سعادتها بتحقيق حلمها، بعدما بدأت من الصفر بدعم من زوجها وحماتها.

أما حليمة هنوني، فقد أعربت عن فرحتها الكبيرة بتمكنها من قراءة القرآن الكريم لأول مرة، معبّرة عن أملها في الوصول إلى شهادة البكالوريا يومًا ما. ومن جهتها، أوضحت طواجين نعيمة أنها تدرس في قسمي محو الأمية والتعليم القرآني بمسجد النور، وأصبحت تقرأ المصحف بطلاقة، وتتمنى أن تختمه كاملًا في القريب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق