وهران

مختصون يؤكدون أهمية المرافقة الشاملة لأطفال التوحد بوهران وجمعية “بنات الخير” تقترح إنشاء مركز متخصص للتكفل بهم

م. جميلة

شدد مختصون وأطباء بوهران على أهمية التكفل الشامل والإنساني بالأطفال المصابين بطيف التوحد، مؤكدين على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي بدمجهم في المحيط العام دون تمييز، وذلك خلال اليوم التوعوي الذي نظمته جمعية “بنات الخير” بالتنسيق مع مؤسسة الصحة الجوارية بالصديقية لفائدة الأطفال المصابين وأوليائهم.

وفي تصريح لها خلال الفعالية، أكدت رئيسة جمعية “بنات الخير”، ميسفي عمارية، على أهمية اعتماد مقاربة إنسانية شاملة لا تقتصر على الجوانب التقنية أو الإحصائية فقط، موضحة أن التكفل الفعلي يجب أن يشمل الدعم النفسي والتربوي، مع مساعدة الأسر في تقبل أطفالهم وتشجيعهم.

وأضافت أن التحدي لا يقتصر على توفير المعدات أو عدد المختصين فحسب، بل يشمل كذلك تكوينًا عميقًا ومستمرًا للطواقم الطبية والتعليمية، حتى تكتسب القدرة على التعامل الفعال مع الأطفال المصابين بطيف التوحد في المدارس والمراكز الصحية.

وأبرزت ميسفي عمارية أن الهدف الأسمى هو تحقيق إدماج فعلي للأطفال داخل المجتمع، من خلال تظافر جهود جميع الأطراف المعنية من جمعيات وأطباء ومؤسسات، لخلق بيئة حاضنة تمنح الطفل فرصًا متكافئة في التعليم والتطور والتعبير عن الذات. كما عبرت عن رغبة الجمعية في إنشاء مركز متخصص وكبير في ولاية وهران يهتم فقط بأطفال التوحد، يكون فضاءً متكاملاً يجمع بين الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية، ويرافق الأطفال في مختلف مراحل نموهم وتطورهم.

من جهتها، أكدت الدكتورة نادية الحضري، مديرة مؤسسة الصحة الجوارية بالصديقية ورئيسة مكتب النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية بوهران، أن العديد من الأطفال المصابين بطيف التوحد يمتلكون قدرات كبيرة تظهر عندما يُحسن التعامل معهم. وقالت: “هناك أطفال عندما تراهم لا تعتقد أنهم مصابون بالتوحد، فقط يحتاجون إلى من يعرف كيف يتواصل معهم ويتعامل معهم، وعندها قد نحقق نتائج جد إيجابية”.

وأشارت إلى أن هؤلاء الأطفال قادرون على النجاح والفرح والعيش حياة طبيعية كباقي أقرانهم، بشرط التوجيه الصحيح والمرافقة النفسية والعاطفية المستمرة لهم ولأسرهم، داعية إلى منحهم الأمل والفرص المناسبة.

وأضافت الدكتورة الحضري أن هذا اليوم التوعوي لم يكن مجرد تظاهرة بل شكّل رسالة مجتمعية قوية تؤكد أن أطفال التوحد ليسوا على الهامش، بل يمثلون طاقة إنسانية تنتظر من يكتشفها ويمنحها كامل الدعم والحب.

وشهدت الفعالية حضوراً نوعياً لأولياء الأطفال ومختصين في الصحة النفسية والأرطوفونيا، مع مشاركة نشطة للأطفال من خلال ورشات للرسم وعروض مسرحية أبدعوا فيها وسط أجواء عائلية دافئة.

واختتمت التظاهرة بتوصيات دعت إلى ضرورة إنشاء شبكات دعم متكاملة تشمل الأسر والمدارس والمرافق الصحية، مع تشجيع البحث العلمي في مجال التوحد، وتبادل التجارب الناجحة التي تبرز أهمية الاستثمار في الإنسان أولاً وأخيراً.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق