وهران
مدير الصحة لولاية وهران: أكثر من 500 طفل مصاب بطيف التوحد والتكفل متواصل عبر 38 مؤسسة

جميلة. م
كشف مدير الصحة والسكان لولاية وهران، الحاج بطواف، عن تسجيل أكثر من 500 طفل مصاب بطيف التوحد على مستوى الولاية، مؤكداً أن التكفل بهذه الفئة يتم عبر شبكة واسعة من المؤسسات الصحية والتربوية. وجاء ذلك في كلمته خلال اليوم التوعوي الذي نظمته جمعية “بنات الخير” بالتنسيق مع المؤسسة الصحية الجوارية الصديقية لفائدة الأطفال المصابين بالتوحد وعائلاتهم، مساء الخميس.
وفي هذا السياق، أوضح المسؤول بأن مصالحه سجلت 567 حالة لطفل مصاب بطيف التوحد، وهو ما يضع ملف التكفل بهذه الفئة في صدارة الأولويات الصحية والتربوية بالولاية، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون بين قطاعات الصحة، التربية، والمجتمع المدني من أجل ضمان مرافقة فعالة للأطفال وأسرهم، مع رفع مستوى التشخيص المبكر والتكفل المتعدد التخصصات.
وشدد مدير الصحة على أن طيف التوحد لا يصنف ضمن الأمراض بالمعنى التقليدي، بل هو اضطراب سلوكي عصبي يتطلب مقاربة علمية دقيقة تقوم على تكفل طبي، نفسي، اجتماعي وتربوي مستمر، لضمان أفضل سبل الإدماج والتطور للأطفال المصابين.
38 قسماً خاصاً للتكفل التربوي
وفي المجال التربوي، أشار الحاج بطواف إلى أن المؤسسات التعليمية بولاية وهران تتكفل بالأطفال المصابين بطيف التوحد ابتداءً من سن 6 سنوات، موزعين على 38 قسماً خاصاً، من بينها مؤسستان عموميتان ومؤسسة خاصة واحدة. وتهدف هذه الأقسام إلى تسهيل الإدماج المدرسي والاجتماعي، وتوفير دعم بيداغوجي ونفسي يتلاءم مع احتياجاتهم، مشيراً إلى تسجيل تطور إيجابي في تجاوب الأطفال عندما تتوفر لهم بيئة تعليمية مشجعة وطاقم تربوي متمرس.
كما ثمّن الدور الهام الذي يلعبه المجتمع المدني، خاصة الجمعيات الناشطة في مجال التوحد على غرار جمعية “بنات الخير”، من خلال تنظيم ورشات فنية، تكوينية، ونفسية لفائدة الأطفال وعائلاتهم.
42 مختصاً نفسياً و6 أرطوفونيين في خدمة الأطفال
في ذات السياق، أكد مدير الصحة أن قطاعه جند 42 مختصاً في علم النفس العيادي، إلى جانب 6 مختصين في الأرطوفونيا (علم النفس اللغوي)، موزعين عبر المؤسسات التربوية ووحدات الكشف والمتابعة المدرسية لتقديم الدعم النفسي واللغوي للأطفال المعنيين.
كما شدد على أن التكفل الحقيقي يبدأ منذ مرحلة الولادة وليس بعد بلوغ الطفل سن السادسة، حيث أن الكشف المبكر يضمن نتائج أفضل ويخفف من الأعباء النفسية على الأولياء. ودعا في هذا الإطار إلى اعتماد مقاربة جديدة تنطلق من مراكز حماية الطفولة والأمومة لمرافقة الأم منذ بداية الحمل، ومتابعة حالتها الصحية والنفسية بشكل مستمر للكشف المبكر عن أي اضطرابات محتملة.
وفي ختام كلمته، دعا مدير الصحة إلى تكثيف حملات التوعية وسط النساء الحوامل، مع تعزيز تكوين الطواقم الطبية القاعدية لرصد علامات التوحد في مراحله الأولى، مؤكداً بالقول: “ماشي لازم نستناو الطفل يوصل ست سنين باش نفهمو، لازمنا نبداو من الأول، ونوجهو العائلة باش ما تعانيش وحدها”.