وهران
جامعة وهران أحمد بن بلة: مختصون يدعون لاستراتيجية متكاملة للنهوض بالسياحة التاريخية في وهران

جميلة.م
أكد مختصون في المجال السياحي على ضرورة إعداد استراتيجية إقليمية بمشاركة مديريات الثقافة السياحة، ومراكز البحث لتثمين الموروث التاريخي بالقطاع الوهراني و النهوض بالسياحة التاريخية بوهران.
ويواجه قطاع السياحة بوهران، رغم مقوماته التاريخية والثقافية الغنية، العديد من التحديات التي تحول دون استغلاله الأمثل في دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز الهوية الوطنية، مما دفع عددا من الفاعلين إلى البحث عن حلول عملية للنهوض به.
جاء هذا خلال فعاليات يوم دراسي حول السياحة التاريخية وتثمين الموروث الثقافي في القطاع الوهراني، من تنظيم مديرية السياحة لولاية وهران ، بالتنسيق بين مركز التكوين المهني والتمهين “العربي كريم” ومخبر البحث “سيغما” بجامعة وهران 1، وبمشاركة فاعلة من الجمعية السياحية “أجيال المستقبل”..
و في هذا الصدد شددت الدكتورة مجاهد أمينة، أستاذة التاريخ ورئيسة فرقة بحث بمخبر سيغما، على أهمية إعداد خطة جهوية متكاملة لتثمين التراث، تشمل إشراك مديريات الثقافة والسياحة، الجامعات، والمجتمع المدني، في إطار رؤية تشاركية.
حيث سلطت الضوء على أهمية الذاكرة الجماعية والمعالم التراثية في تشكيل هوية وهران الثقافية، ودورها المحوري في تنشيط السياحة وتوسيع القاعدة الاقتصادية للمنطقة.
مؤكدة على دور السياحة التاريخية كرافد استراتيجي في مسار التنمية المستدامة.
و أشار المختصون، أن وهران تتميز بتراث معماري وتاريخي متنوع، يجمع بين البصمات الإسلامية والعثمانية والإسبانية والفرنسية، ما يجعلها خزانا غنيا لعشاق السياحة التاريخية.
و من أبرز المواقع التي تمت الإشارة إليها مسجد الباشا، الأسوار العثمانية، المرسى الكبير، كارتينا الرومانية، قصر الباي، وكنيسة سانتا كروز، وهي معالم تعكس مراحل مختلفة من تاريخ المدينة.
لكن هذا التنوع لا ينعكس بشكل فعلي على مستوى الاستغلال السياحي، حيث تعاني هذه المواقع من ضعف الترويج ونقص البنية التحتية، إلى جانب غياب التنسيق بين الجهات المعنية.
الدعوة إلى تعزيز البنية التحتية السياحية و انشاء مراكز ارشاد
و طرح المتدخلون مجموعة من التحديات التي تواجه حماية الموروث التاريخي في ولاية وهران و في مقدمتها، التوسع العمراني غير المنظم، و هو ما يؤدي إلى طمس معالم حضارية لصالح البناء الحديث
الى جانب ضعف التمويل فمن ابرز التحديات التي توجه حماية الموروث التاريخي قلة الموارد المخصصة للترميم والتأهيل، رغم إدراج بعضها ضمن المخطط الوطني لحماية التراث.
ناهيك عن التخريب والسرقة، بالاضاغة الى غياب التنسيق المؤسساتي ، غياب منظومة متكاملة لتسيير وتثمين المواقع، ضف الى ذلك التغيرات المناخية الرطوبة، الرياح، وتغير درجات الحرارة تسرع تأكل المواد التقليدية المستخدمة في البناء.
و في هذا الصدد تمت الدعوة إلى تعزيز البنية التحتية السياحية من خلال إنشاء مراكز إرشاد، تحسين المسالك، وتوفير الخدمات المرافقة لجعل تجربة الزائر أكثر تكاملاً.
و أجمع المتدخلون، أن انعدام الوعي المجتمعي بقيمة الموروث التاريخي، يجعل الحاجة ملحة لوضع استراتيجية فعالة لحمايته، حيث تم اقتراح إدماج المدارس والجامعات في ورشات وزيارات ميدانية، وتنظيم فعاليات ثقافية تروج للموروث المحلي.
كما دعا الاخصائيون للاستفادة من التعاون الدولي، لا سيما مع اليونسكو، باعتبار أن التجارب الناجحة في ولايات أخرى كما هو الحال في تلمسان ومواقعها الإسلامية، يمكن أن تستنسخ في وهران.
و شدد المتدخلون على تشجيع السياحة المستدامة عبر إشراك السكان المحليين في تقديم الخدمات السياحية، وتكوين المرشدين الحرفيين بما يحفظ البيئة والهوية الثقافية.
و تضمنت توصيات اليوم الدراسي اشراك القطاع الخاص للعب دور محوري في تنشيط السياحة التاريخية، من خلال الاستثمار في ترميم المعالم وتطوير العروض السياحية القائمة على الثقافة.
هذا و اجمع المختصون على أن وهران تملك كل المؤهلات لتكون قطبا للسياحة التاريخية في الجزائر، لكن النجاح في هذا المسعى يتطلب تكامل الرؤى، الإرادة السياسية، ومشاركة فعلية لجميع الفاعلين.