مزاد... كاب ديزاد
أنا دائما وراءك… !

نعم…
عشر ثوان كانت كافية لتلخص مسيرة طويلة من النضال المستميت نصرة لقضية عادلة، أصبحت عقيدة للجزائر شعبا ودولة.
عشر ثوان تناقلتها كاميرات العالم، فطغت كلمتان على الأخبار واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة حقيقة الدفاع الجزائري على القضية الفلسطينية. فالمندوب الفلسطيني بمجلس الأمن، حينما نودي عليه ليلقي كلمة بعد قرار مجلس الأمن بوقف فوري لإطلاق النار، بعث وراء ممثل الجزائر ليقف بجانبه وهو يلقي كلمته، قدم “عمار بن جامع”، وكله ثقة، آخذا مكانه وراء ممثل فلسطين، وحين ألح عليه هذا الأخير بالوقوف إلى جانبه، رغبة منه في الظهور معه أمام عدسات الكاميرات، رد “عمار بن جامع” بكل شجاعة: “أنا دائما وراءك”. هذا الجواب البسيط في تعبيره، السهل في استيعابه، العميق في فهمه والمعقد في شيفراته، ألهب مواقع التواصل الاجتماعي وأثار حماس وغيرة غير الجزائريين، الذين لم يندهشوا لما قال الجزائري، لأن موطنه معروف وخلفيته النضالية ضاربة في تاريخ الثورات والحروب، وهو ليس جديدا بل مبعوثا من أرواح الشهداء ودمه ينفث لهب دماءهم المقدسة، بل توجهوا يتساءلون عن مصير المطبعين المتخاذلين، وهم يرون كيف تعرا الكيان وكيف تم عزله حتى عن مرضعته أمريكا الشمطاء، واتضح أنه مجرد وهم فارغ، لا نتيجة ترجى منه ولا يحصدمن ورائه سوى الخراب والدمار، حتى أن لعنة الفشل والخسارة والمشاكل والفوضى تصبح لصيقة بمن يساعده ويسانده، والأمثلة كثيرة في هذا الشأن، ففرنسا تعيش على أعتاب دمار شامل، وسط تنامي العنصرية وتراجع الاقتصاد والتصعيد مع روسيا والتهديدات السيبرانية والأمنية والاضرابات المتواصلة في القطاعات الحساسة، لاسيما التعليمية منها. كذلك الأمر بالنسبة لأمريكا وحتى بريطانيا، مشاكل وأزمات متواصلة، وغيرها من الدول. حتى أن شعوبهم انقلبت عليهم وأصبحت تطالب حكوماتها بالتوقف عن دعم الكيان، لأنه مصدر المصائب وأصبح يثقل كاهل خزائنهم المالية، هذا بالنسبة للغرب، أما بالنسبة للمطبعين، فحدث ولا حرج، أصبحوا لا يتحكمون في أمور دولتهم بل أصبحت بيد أبناء الكيان، بل أكثر من هذا، أصبح الصهاينة يطردون سكان تلك البلدان المطبعة من سكناتهم التي ورثوها ابا عن جد، بدعوى أنها أرضهم ولم يعد بإمكان حكام المطبعين التدخل واسترجاع ما يقوم الكيان بسرقته علنا، ولكم في مملكة المخزن عبرة ودرس في الموضوع.
سقنا كل هذه الأمثلة، لمعرفة مصدر قوة ممثل الجزائر الذي وقف خلف الفلسطيني ودعمه “أنا دائما وراءك”، فالجزائر لم تطبع ولن تطبع ونبهت إلى خطر التطبيع قبل حصوله علنا، وبقيت مصرة على نصرة صاحب الحق دوما، فبعدما صممت وثابرت ونجحت في إقناع أعضاء مجلس الأمن رفقة المجموعة العربية، مثلما قال “أحمد عطاف” وزير خارجيتنا، وتم التصويت لقرار وقف إطلاق النار، ستواصل الجزائر نضالها وصمودها الديبلوماسي لتعود وتطالب بعضوية كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة. فالجزائر دوما وأبدا ستظل تدعم فلسطين إلى حين تحقيق استقلالها واستعادة أرضها المغتصبة، وتقف دوما سندا لفلسطين في كل الأوقات والظروف.
الجزائر وبصفتها عضوا غير دائم في مجلس الأمن، لمدة عام واحد، تمكنت من مقارعة الكبار وأصحاب القوة التي تنهزم كما يزعم ضعاف النفوس، فماذا لو كانت عضوا دائما بمجلس الأمن ؟!.
وردة. ق