مزاد... كاب ديزاد

غزة… الإعلام… والتطبيع

وردة. ق

مازال المواطن “العربي” يطرح تساؤلات بشأن الأحداث الجارية بغزة الجريحة، ومازال المواطن “الغربي” يبحث عن الحقيقة بين وسائل إعلام الواقع والمواقع.
توجه وسائل الإعلام كاميراتها نحو غزة، لكن لا قناة إعلامية توغلت إلى داخل غزة، لتنقل حقيقة ما يجري على الميدان، ليس خوفا من المقاومة، فعناصر كتائب القسام لا تخجل من عملها البطولي، ولا تتستر على الهزائم النكراء التي تلحقها تباعا بجيش الكيان الغاصب وآلياته الحربية، فقد تحدت العالم وأثبتت أن الأرض لا تقبل المساومة مثل الشرف تماما، وهي تواصل تحديها دون تردد، بعدما أسرت أكثر من 270 إسرائيليا، بينهم ضباطا كانوا يشرفون على العمليات العسكرية بالميدان، عقب اختطاف ضباط آخرين في أول انطلاقة لعملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر الماضي. في الوقت الذي تعمل قوات الاحتلال الصهيوني المستحيل لتخفي الحقيقة عن العالم، بتعمدها الاعتداء على الإعلاميين، فقد بلغ عدد المستهدفين منذ بداية الطوفان إلى اليوم 56 صحفيا شهيدا، ارتقوا وهم يحاولون وضع العالم في الصورة، التي أكدت بشاعة الاحتلال وهمجية جيشه الذي يخلو من الإنسانية والحياة الطبيعية، فظهر أنه يعشق قتل النساء والأطفال، ويرتعد ويخاف من مواجهة الرجال، فهو يتمتع بأرذل وأنذل صفات الجيوش عبر التاريخ، فقد أسقط عنه أسود حماس صفة القوة والضخامة التي كان يتبجح بها، بعدما قزموه وكشفوا وهنه وغباءه وجهله بأسرار الحرب، وجعلوهم كالجرذان يتساقطون في فخاخ المقاومة، ولازالوا إلى اليوم على مشارف قطاع غزة.
من جهتهم، فشل العرب في تأسيس جيش عربي، يقف بجبهة القتال يواجه أرتال الآليات العسكرية التي حشدها الغرب لمواجهة بقعة صغيرة بها مجموعة فلسطينيين لا يملكون أعتى الأسلحة الحربية، وإنما يتحصنون بإيمانهم بصدق وعدالة قضيتهم، في الوقت الذي خذلهم الحكام العرب، وانزووا لعقد القمم واللقاءات التي لا تغضب الكيان الغاصب، وتعبر عن امتعاضهم فقط، حتى أنهم ساووا بين الضحية والجلاد. ورفضوا كل ما ينغص عليهم علاقتهم بالكيان، حتى انهم لم يقبلوا تجميد وليس حتى قطع العلاقات مع الكيان بالنسبة للدول العربية المطبعة، وامتنعوا عن رفض استعمال أراضيهم منطلقا للآليات الحربية بما فيها الطائرات العسكرية نحو فلسطين لقتل شعب أعزل، ورفضوا تجميد التبادلات الاقتصادية معه، وهي مقترحات تقدمت بها الجزائر خلال قمة الرياض منذ أيام، لا لشيء فقط للضغط على الكيان والغرب لوقف الانتهاكات الصهيونية المتواصلة بقطاع غزة، وإعلان هدنة تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع.
المتابع لتسلسل الأحداث يتضح لديه أن همجية الكيان زادت، وحدّة التقتيل والتهجير ارتفعت بعدما أعلنت بعض الدول العربية تطبيعها، وحشدت آليات الغرب برا وبحرا واشتد الخناق والتضييق على غزة، عقب إدانة تلك الدول للمقاومة بدل الكيان وهمجيته.
فهل تعمد الكيان انتظار المطبعين ليستفرد بغزة ؟؟؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق