وهرانجهويمنوعات

المصور الصحفي “الطاهر عبد الله” يجمع الأسرة الإعلامية في تكريم نادر بوهران

عادت زوال أمس 27 أكتوبر 2022،  “آلة التصوير” لتشع بوميضها من جديد بعد فترة طويلة من ركونها للراحة، راحة فرضتها الوضعية الصحية لصاحبها عميد المصورين الصحفيين بعاصمة الغرب الجزائري “الطاهر عبد الله”. بعدما أجبر على مغادرة ميدان التصوير والابتعاد عن الساحة الإعلامية وزخمها، لعدم قدرة جسده وذاكرته ومعنوياته على مجاراة تسارع الأحداث وتراكم المعلومات.
“الطاهر عبد الله” ذلك يسبقه تواضعه وهو يتواصل مع الآخرين، ويحضن آلته بعشق ودلال وهو يأخذ صورا، وكل همه جعل الأشخاص يبتسمون وهم يخلدون لحظتهم، كان أمس “عريسا” بين زملائه وأصحابه الذين جمعتهم منذ زمن “صاحبة الجلالة” وهو ينظم إليهم بفندق “فوندوم” بوهران، بعدما ظن أن عائلته الإعلامية نسته وتنكرت لجميله وعمله، لكن المبادرة جاءت من آخر صرح إعلامي اشتغل لحسابه، قبل أن يجبره المرض وإرهاق السنين على المغادرة وهي جريدة “كاب واست” لصاحبتها الإعلامية “حفيظة بن عرماس”.
عشقه لمهنته خانه للمرة الألف، فبدل أن يكون نجم وعريس حفل اللقاء والتكريم الذي خُص به، سارع لمعانقة “آلة التصوير” والانطلاق في توثيق صور الحضور، رافضا الاكتفاء بالجلوس والحديث.
ويعتبر “الطاهر عبد الله” من أقدم المصورين الصحفيين بوهران والغرب الجزائري، فقد دخل مجال الإعلام وانضم لعائلته منذ فترة الرئيس الراحل “هواري بومدين” كانت له عدة محطات مهنية مع مناسبات تاريخية هامة، لاسيما ما تعلق بزيارة رؤساء وقادة الدول إلى الجزائر. كما عاصر وعايش محطات كل مسؤولي ولاية وهران، وكان شاهدا على الكثير من الأحداث، وحافظا لعديد المواقف الناجحة والخائبة التي اتخذوها في حق الباهية وهران.
“الطاهر عبد الله” مثلما جمع عديد النشاطات والأحداث في صوره من زمن “الكليشي” إلى زمن “الرقمنة”، وكان مساهما في إبراز نشاطات مختلف الوسائل الإعلامية التي عمل لحسابها، انطلاقا من وكالة الأنباء الجزائرية، الجمهورية، صوت الغرب وأخيرا جريدة كاب واست،  كان أمس سببا في اجتماع ولقاء نادر، لمّ شمل صحفيين لم يجتمعوا في نفس المكان والزمان منذ سنين خلت، على غرار “سهلة سيد احمد، سعيد اوسعد، شريف لحضيري، سمير ولد علي، خالد عراش، زقاي عبد القادر، خيرة بن ودان، آمال الساهر، ليلى زرقيط، نصيرة حارث، سامية جبار، كادار عوف، هواري بن فوضيلة، رضوان قلوش، فوزي المصور وآخرين”.
يطول البعاد وتتحكم ظروف الحياة،  لكن أمل اللقاء يبقى قائما وهو المنتصر دوما. فلقاء أمس في لحظة تاريخية لصحفيين قدموا الكثير لمهنة المتاعب ورغم وجودهم في عالم الإعلام إلا أن لقاءاتهم قلّت، لم يكن لقاء تكريم للكبير المصور الصحفي “الطاهر عبد الله” بقدر ما كان فرصة أعادوا فيها إنعاش ذاكرتهم واستعادة لحظات جميلة مرت دون أن ينتبهوا لها في حينها واكتشفوا أن أفضل تكريم لهم، هو ذلك اللقاء الطبيعي الذي يجمعهم دون بروتوكولات بعيدا عن الضغط، فيمارسون حرية التعبير على طريقتهم دون الخضوع للرقابة ولا المحاسبة، فيقولون ما يرغبون دون تعرض أحاديثهم للمقص.
دامت الصحافة مهنة تجمع من يعشقها وتتذكر من يذكرها، وتحية إلى كل من حضر اللقاء، وشارك صديق الجميع، موثق لحظات الغريب والقريب صاحب آلة التصوير “الطاهر عبد الله” فرحته، وأدام الله عليه نعمة الستر والصحة والعافية.
كاب واست 
الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

error: جميع نصوص الجريدة محمية
إغلاق